طارق فودة
مع الدنيا .. الأمة العربية وعلامات الطريق
منذ سنوات طويلة ونحن نطالب بأن يتحقق علي أرض العرب هذا الذي تحقق علي أرض أوروبا (الاتحاد الأوروبي).
فليس علي أرض أوروبا ما هو موجود علي أرض العرب، فعندما وصلت الوحدة الأوروبية هناك إلي 12 دولة منذ أكثر من عشرين عاماً كانت هذه الدول الـ12 تتكون من 64 قومية فما بالكم عندما أصبح هذا الاتحاد يتشكل فعلاً من 28 دولة علي الأقل، هنا علي أرض العرب لم تحارب دولة منا دولة أخري ولم تخرج دولة منا علي ما اجتمعت عليه مجموعة الدول الأخري وإنما نحن خائفون من فتح الحدود كما نحن خائفون من فتح القلوب لبعضنا البعض.
لكن يا أزمة اشتدي «تنفرجي».
فعندما أرادت دول العالم المسماة بالكبري.. وما هي إلا دول لا قلب لها ولا عقل، تريد خراب هذه المنطقة التي هي أصل الوجود وبداية الحضارات في الدنيا جميعاً وأبعد من هذا هي مهد الديانات وفجر الإنسانية عندما تآمرت الدول الكبري لدحر هذه المنطقة وتقسيمها إلي شعوب ودويلات صغيرة، بدأت بلادنا تستشعر الخوف من الخطر القادم- راحت تتشاور وتتباحث حتي وصلت إلي حقيقة لابد منها وهي الاتحاد.. أن يضع البعض منا يده في يد الآخرين، وأن يستشعر أن الأمن الحقيقي هو أن نتكاتف أن نتعاون أن نعمل معاً وأن الخير كافٍ لأن يعم أرض الجميع وأن الوحدة قوة وأن قوتي- بتشديد الواو- من قوة أخي وأن (الحزمة) أو التجمع معاً لن تنكسر أمام العواصف مهما كانت هذه العواصف جامحة وقوية.
وعندما بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز زيارته لمصر.. بدأت بوادر هذه الوحدة الجديدة تظهر منذ نزوله من الطائرة إلي أرض مصر والابتسامة تملأ وجهه والآمال العريضة تتضح في عينيه- وتعاقبت الزيارات- زيارة محمد بن زايد نائب حاكم أبو ظبي وزيارة أمير الكويت وزيارة ملك البحرين واتصالات من هنا وهناك الجميع جاءوا إلي أرض مصر قلب العروبة النابض الكل يرسم الخطوط الكل يؤمن بالوعود الكل يعرف الحقيقة الواقعة والأمل المنشود الكل يؤمن بالوحدة العربية- الكل يعرف أن هذا هو الحل الحقيقي لعالمنا العربي ولمستقبلنا الواعد بإذن الله اللقاء في مصر والأنوار تنير أرض الدول العربية جميعاً، أرض الأنبياء ومهد الحضارات!