آخر ساعة
سعاد لطفى
مشهد .. الــود
المصريون كشعب وهبه الله صفات كثيرة رائعة وجميلة شعب الكرم والجود والشهامة والمروءة والرحمة والبسمة والود وهي قد اختفت تماما منذ سنوات مع أنه في حالة السير في الطريق كنت تلاحظ من يبتسم لك دون أن يعرفك وإذا دخلت مستشفي أو عيادة طبيب فإن السلام يلقي وقد يتطور الأمر لدردشة مفيدة وماشابهه ومنذ سنوات اختفت هذه الصورة من حياتنا تماما وحلت محلها نظرات متعاظمة متكبرة مع تكشيرة تعلو الوجه فالبسمة التي تريبنا عليها واعتدناها وكانت أسلوب حياة لنا حيث الود بين الناس والوجه الذي تعلوه البسمة كما قال الرسول الكريم صلوات الله عليه تبسمك في وجه أخيك صدقة وأصبح الود المفقود هو السائد يوجد في بعض الأحيان من يتحسرون علي أشياء كثيره فقدناها فالأجيال الجديده كلها تعيش بمنأي عن الخبرات السابقة لأهاليهم لا يريدون أن يتعرفوا عليها.. ساقتني الأقدار لصالة انتظار جلسات الإشعاع لمرضي السرطان لمرات عديدة رأيت فيها المرضي وهم يتبادلون تحية الصباح والغريب في المشهد أنهم كلهم يبتسمون في وجوه بعضهم البعض المرضي هم أصحاب البسمة العريضة خلافا لمصاحبيهم يجلسون جنبا إلي جنب مما يشعر الحاضرين بالود ويبدأ الكلام عن السؤال عن المرضي بعضهم البعض ويسألون الجديد عن أي جزء من الجسد هو المصاب ليبعثوا الاطمئنان في النفس ويحكوا عما فعل الأطباء في الجراحة وكيف تم تشخيص المرض ومدي استجابة الجسد المصاب للجلسات والاتصالات التليفونية للاطمئنان لا تنقطع، يتحول اللقاء من الانتظار الممل لمعلومات متبادلة ونصائح عن الأدوية وشطارة الأطباء في التشخيص المبكر من عدمه والنصائح تقال من هذا وذاك عما يجب الالتزام به والابتعاد عنه، تبادل الخبرات بأمل الفائدة المرجوة للجميع المجتمعين في حلقة واحدة مليئة بالحميمية والصدق حتي يحين موعد انصرافه يسلم كلٌ بحرارة ويتعانقون بحب غير مفتعل فهل المرض هو من أعاد الود المفقود نتيجة لإصرارهم علي التمسك بالحياة والأمل في الشفاء وهزيمة المرض اللعين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف