آخر ساعة
زكريا أبو حرام
ضد التيار .. عيد العمال وحرب الدولار والشفافية
بمناسبة عيد العمال: الضرورة الآن تحتم أن نكف عن الشعارات، تحدثنا كثيرا في السياسة، في الشارع، في العمل، في النوادي، في المواصلات، في الميادين، تحولنا كلنا كمصريين إلي محللين وخبراء، وناشطين سياسيين، وعلينا بأنفسنا وبوازع من ضمائرنا، أن ندرك أنه إذا كان الكلام في السياسة مشروعا في الفترة الماضية، فإن الكلام في الاقتصاد والعمل ودفع عجلة الإنتاج للدوران بأقصي سرعة ممكنة، أصبح الآن فرض عين.

حرب الدولار تشتعل: هل يعقل ونحن نواجه حربا شرسة، أن نستورد هذا الكم من المواد الاستهلاكية، التي تمتلئ بها أرفف المحلات التجارية الكبري، مثل أكل القطط والكلاب والأنواع الفاخرة من الأجبان، ماذا يضيرنا كمصريين إذا لم نأكل المستورد، وماذا يضيرنا إذا لم نملأ بطون الكلاب والقطط بطعام مستورد، وماذا يضيرنا وشهر رمضان علي الأبواب، أن نصوم بلا مكسرات كما فعلها علي لطفي من قبل، واسألوا «أم علي».

لماذا لا يشعر غالبية الناس أن هناك بالفعل جديدا؟ فالشفافية لم تختلف عن شفافية حكومات نظام مبارك، والأمثلة كثيرة، حكومات نظام مبارك لم تعترف بأن منظومة التعليم في حاجة إلي تغيير، وذرا للرماد راح يعبثون بآليات التعليم، المرحلة الابتدائية من ست سنوات إلي خمس سنوات ثم العودة لست سنوات، الثانوية العامة من مرحلة واحدة إلي مرحلتين، أرهقت كاهل أولياء الأمور، ووصلت بمصروفات الدروس الخصوصية لأرقام قياسية، وهاهي حكومتنا المجيدة تأبي إلا أن تسير علي خطي حكومات ثار عليها الناس لأنها فاسدة، فلا جديد تحت الشمس، في كل شيء، تصريحات الوزراء، إصدار القوانين، رسم السياسات، الحديث عن الشفافية، وما أدراك ما الشفافية، وعلي سبيل المثال، لماذا أقيل عصام الأمير، ولماذا تم تعيين صفاء حجازي، لماذا سيعود التوقيت الصيفي، أليست هذه الأساليب في الشفافية، هي نفس أسلوب شفافية حكومات ما قبل الثورة، المهم أن كل التغييرات السابقة لم تأت بجديد، والتغييرات الحالية، والقادمة أيضا لن تأتي بجديد، إن لم يتغير الأسلوب، تغيير الأسلوب في التعاطي مع الشفافية هو الحل، حتي لو أخطأنا، بكل تأكيد الخطأ، والتجربة، سيؤديان للوصول إلي نتيجة مرضية في يوم من الأيام.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف