مؤمن الهباء
شهادة -الصائدون في الماء العكر
في أزمة نقابة الصحفيين الحالية فوجئنا بحملة هائلة من الأكاذيب والافتراءات يتداولها الصائدون في الماء العكر علي صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات لتصعيد الأزمة وتعقيدها.. ليس حباً في الصحافة والصحفيين بالطبع.. ولا حباً في الوطن كما يدعون.. وإنما رغبة في صب المزيد من الزيت علي النار حتي تظل مشتعلة متأججة.. عصية علي الإطفاء.. وتأليب مؤسسات الدولة بعضها علي بعض.. وهدم كل الجسور التي يمكن أن تكون معبراً للتلاقي.
وهذه بعض نماذج من تلك الأكاذيب:
* يروج هواة الصيد في الماء العكر أن الصحفيين ضد الجيش وضد الأمن.. وهذه ــ والله ــ فرية كبري.. لأن الصحفيين بحكم عملهم أكثر الفئات معرفة بقيمة الجيش وقيمة الشرطة.. والدور الخطير الذي تضطلع به كلتا المؤسستين في خدمة الوطن والمواطنين.. فلا وطن ولا دولة بدون جيش أو شرطة.. وإذا كان الصحفيون قد انتفضوا ضد موقف رأوا فيه تجاوزاً في حقهم وكرامتهم وحق نقابتهم فليس معني ذلك أبداً أنهم يتنكرون لمكانة الجيش والشرطة.. وللرجال المخلصين في هاتين المؤسستين.. الذين يحمل لهم الشعب المصري كل تقدير واحترام. ولا شك عندي في أن من يضع الصحفيين في مواجهة شاملة مع الجيش والشرطة بمثل هذه الأكذوبة لا يمكن أن يكون خالص النية أو حسن المقصد.
* ويروج الصائدون في الماء العكر أن الصحفيين يريدون أن يكونوا فوق القانون وتكون نقابتهم أيضا فوق يد العدالة.. وهذا كذب مبين.. الصحفيون هم أول من يلتزم بالدستور والقانون لأنهما يوفران الحرية والحماية.. ويريدون من الآخرين أن يلتزموا حدود الدستور والقانون.. حتي لا تتداخل الخيوط وتتوه الحقائق.. ويطغي بعضنا علي بعض.. وتصبح الدولة نهباً للفوضي.. القانون يحمي الصحفي ويحمي نقابته.. وينظم كيف يجري تفتيش مبني النقابة.. وهو الأمر الذي كان ومازال محل جدل ونقاش وخلاف.. نحن لسنا فوق القانون ولكننا نريد تطبيقه والالتزام به ليس أكثر.. وعندما نلتزم جميعا بالقانون سيحترم كل منا دور الآخر ومكانته.
* ويقول الصائدون في الماء العكر إن الصحفيين يريدون لأنفسهم مزيداً من المكاسب لأن علي رأسهم ريشة.. هذا الكلام افتراء مفضوح.. ولعبة قذرة مكشوفة لعبها السادات ومبارك من قبل لتأليب فئات الشعب علي الصحفيين الذين انتقدوهما.. لكن اللعبة فشلت في النهاية.. والحقيقة أن الصحفيين لم يحصلوا علي أي قدر من التميز أو المكاسب مثل فئات أخري تضاعفت مرتباتها ومزاياها أضعافاً مضاعفة.. الصحفيون من أكثر الفئات المظلومة في هذا المجتمع.. الصيت ولا الغني.. دعك من الذين يؤدون أدواراً سياسية لصالح جهات معينة.. والذين يتكسبون أو يتربحون من الصحافة.. نحن نتحدث عن الصحفي العادي الذي يؤدي رسالته بأمانة في صحيفته مراقباً الله ومراعياً ضميره.. هذا الصحفي إذا وضع ريشة علي رأسه فهي ريشة الطهارة والنظافة ومصلحة الوطن والشعب.
* ويروجون أن الصحفيين يدافعون عن حريتهم ليقولوا ما يشاءون.. والصحيح أن الصحفيين يدافعون عن الحرية للجميع.. الحرية المسئولة المحكومة بالقانون.. وليست الحرية التي تؤدي إلي الفوضي.. وحرية الصحافة في الواقع مكسب للشعب كله.. فالصحافة هي المعبرة عن المجتمع.. آماله وآلامه.. وهي ملك للشعب وليست ملكاً للصحفي.
* وأخيراً تفتق ذهن البعض بأن يأتوا للصحفيين ببعض المواطنين الشرفاء ثم يدعون أن الشعب يرفض الصحافة ويشتمها ويبصق عليها ويحاصرها بالرقص الخليع ويضرب الصحفيين المارقين.. وهذا كله فهم قاصر وكذب صريح.. ولعب علي أوتار بائدة وفاسدة.. تسيء إلي من يفكرون بهذه الطريقة أكثر مما تسيء إلي الصحفيين.. هم يراهنون علي المخدوعين والمضللين والمغيبين عن الحقائق.. ونحن نراهن علي الحق والحقيقة والوعي والمستقبل.. ولذلك نحن علي ثقة بأننا الفائزون إن شاء الله.