ما أشبه الليلة بالبارحة.. وزارة التربية والتعليم قررت تصحيح مسار المناهج الدراسية.. فاستعانت بأساتذة من الجامعات للقيام بذلك.. فما الجديد؟.. أليس أساتذة الجامعات هم من وضع المناهج المعيبة الحالية؟.. أليسو هم من وضعوا مناهج الدرسات الاجتماعية التي دمرت أجيالا كاملة بمعلومات عقيمة وتواريخ سقيمة علي حساب مناهج التربية الوطنية التي كانت تكرس قيم الانتماء وتقود النشء إلي الفهم الصحيح لمعني المواطنة.تخطئ وزارة التربية والتعليم في حقنا وحق نفسها إن هي اختصرت كارثة التعليم في محتوي أو طريقة صياغة المناهج الدراسية أو في ضعف الامكانيات.. المشكلة أكبر وأخطر من ذلك بكثير.. واستمرار الأوضاع علي ما هي عليه ينذر بمشكلات اجتماعية خطيرة.
التصريحات الوردية والافكار المخملية والأماني الطيبة لن تصلح الحال المائل.. والوعود التي لا تتحقق لم تعد صالحة حتي لتسكين الألم التربوي التعليمي.. ناهيك عن علاج أسبابه.. وما أكثر الوعود التي لم ولن تتحقق:
الوزارة اعلنت مرارا وتكرارا تصديها للفساد التعليمي والتربوي والاداري في المدراس الخاصة.. ولم ذلك.. فهل نعاني قصر النظر؟
الوزارة دشنت معركة ضارية ضد الدروس الخصوصية دون أن تقدم البديل.. في ظل مناهج غير آدمية تكرس الجهل والغباء.. فخسرت معركتها قبل أن تبدأ.. ولعل معالي الوزير شاهد مثلنا التظاهرات العارمة في احدي مدن محافظة الغربية.. للفوز بأسبقية الحجز عند أحد المدرسين في مركز للدروس الخصوصية.. وصدق او لا تصدق يا معالي الوزير.. الحجز عند المدرسين الخصوصيين أصبح يحتاج إلي وساطة وأحيانا إلي اللجوء لأصحاب النفوذ.أمثلة المواجهات الخاسرة والوعود التي لا تتحقق كثيرة..ومواجهة ميراث سنوات تغييب العقل وافشاء الغش والفساد التي امتدت عبر قرابة 4 عقود والتي لا يسأل الوزير الحالي عنها.. لا يمكن ان تتم بمثل هذه الحلول المعلبة المحفوظة.. لانها اصبحت منتهية الصلاحية.
يامعالي الوزير.. نظامنا التعليمي التربوي يقتطع من عمر ابنائنا 14 عاما.. ليؤهلهم لدخول الجامعة ولا شيء غير ذلك؟.. نظامنا التعليمي الذي يختصر حصاد 14 سنة تعليما في عدة ساعات امتحانية.. أصبح يكرس قيم الغش والفساد الأخلاقي.. فشاهدنا غشا جماعيا في بعض لجان المناطق النائية.. ورأينا غشا إليكترونيا.. وسوف نشاهد المزيد والمزيد من حيل الغش التي تفرز في النهاية خريجين فاسدين.. لأنهم بدأوا تعليمهم الجامعي بالغش.. فتكرست لديهم قناعة بأن الغش هو الحل؟.
يا معالي الوزير إلغاء الثانوية العامة هو الحل؟.. وللحديث بقية إن شاء الله.