الجمهورية
محمد العزاوى
علامات استفهام حول دماء المصريين بالخارج
في فترات متقاربة سقط ضحايا مصريون في انجلترا وأمريكا وايطاليا واقعة كل منهم تحيط بها عدة تساؤلات وأكثر من علامة استفهام فما هي الاجراءات التي اتخذتها الجهات المسئولة في هذه الدول من أجل الوصول الي الدوافع التي أدت الي هذه الجرائم وهل لديهم استعداد لإتاحة الفرصة للمسئولين بالخارجية لمعرفة نتائج التحقيقات وكذلك لأسر هؤلاء الضحايا؟ الأكثر أهمية أين النشطاء والحقوقيون وأعضاء لجنة حقوق الانسان من هذه الدماء المصرية التي سالت في الخارج؟ لم نسمع منهم كلمة ولم نعلم عنهم أي تحرك في هذا المجال رغم انهم ملأوا الدنيا صراخا وتناولوا الكثير من الأباطيل في حوادث مماثلة لأجانب فقدوا حياتهم في مصر.
ومما يثير الأسي أن الشاب محمد باهر وجدوه جثة هامدة علي قضبان السكة الحديد بايطاليا وبه كدمات في رأسه وبكتفه وتم استدعاء زملائه للتعرف علي الجثة ثم بعد ذلك لم تصدر عن جهات التحقيق ما يشير الي أسباب هذا الحادث.. هذا الشاب يعيش في ايطاليا منذ ستة أعوام وليس له أعداء والكل يشيد بأخلاقه وتصرفاته فهل تستجيب السلطات هناك لكشف حقيقة الحادث وملابساته وما هي نتائج تشريح الجثة للإفصاح عن الظروف التي فقد فيها هذا الشاب حياته؟.. أما ما يبعث في النفس الأسي والحزن أن شابا مصريا أيضا سقط في انجلترا التي فقد فيفها أكثر من مصري ولم يتم الكشف عن ملابسات الوفاة أو ظروف هذه الجرائم ورغم ذلك تتكتم السلطات البريطانية ما يجري في هذه التحقيقات لم تكشف عن أي ملابسة تكتنف هذه الجريمة.. ليس هذا فقط بل انها منعت نشر أي خبر أو معلومات عن هذا الحادث كما هي عادتها ومن يجازف بنشر أي خبر يواجه بالتحقيقات وتوجه اليه الاتهامات.. وتتجاهل السلطات البريطانية أسرة هذا المسكين ولم تقدر مشاعرها نحو أحد أفراد أسرتها ذلك في الوقت الذي كانت تتحدث فيه عن جريمة مماثلة لأجنبي وقعت في مصر.. فلماذا الكيل بمكيالين؟
الصورة تبدور أكثر وضوحا في أمريكا التي أزعجتنا كثيرا بتشدقها بحقوق الانسان وانها راعية الحريات لم نر بارقة أمل عن ملابسات هذا الحادث. أرأيتم الغرب دماء أبنائهم غالية أما دماء أبناء مصر فالكل يتجاهلها!! انه تجاهل لمبادئهم ومزاعمهم التي سمعناها منهم كثيرا بخصوص حقوق الانسان ومراعاة كل الجوانب التي ترعي كل البشرية بضوابطها ومبادئها.
ولاشك أن ما يدمي القلب ويثير علامات استفهام متعددة حول هؤلاء النشطاء ولجان حقوق الانسان فهل تحركوا؟ هل سافروا؟ وما هي وسائلهم في متابعة هذه التحقيقات ومراعاة ظروف هذه الأسر التي اكتوت بنيران فقدان أبنائها؟ الكل يتطلع لتحركات هذه المنظمات وتلك الجهات تتواءم مع تلك المباديء والأقوال التي رددوها كثيرا.. ان هؤلاء الأسر ينتظرون من هؤلاء النشطاء والحقوقيين اتخاذ اجراءات من أجل اعادة حقوق هؤلاء المصريين وإزاحة الستار عن ملابسات وظروف هذه الحوادث.. هل نري تحركا في المدي القريب يحقق آمال الأسر والمصريين أم أننا نجري وراء الغرب الذي يكيل بمكيالين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف