الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
لماذا لا نستفيد من هؤلاء؟!!
من أخبار بعض الصحف العربية أن الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة السعودية يستعين ببعض خبرات عالمية في الخارج من أجل عهد جديد من الحكم الحديث.. وهناك مشاريع رائعة بدأت في المملكة.. لذا سألت نفسي:
لماذا لا نستفيد نحن أيضاً من خبراء الخارج. خاصة لو كانوا مصريين.. أو غير مصريين.. مش مهم.. مثلاً مشكلة الدولار التي أصبحت شبه معركة بين الدولار والجنيه المصري. وواضح عدم وجود سياسة محددة لوقف هذا التلاعب في الأسعار!!.. هذا مثال.. وهناك مشروعات ضخمة تحتاج لأكثر من خبرة وتجربة وعقلية جديدة مثل استغلال منطقة قناة السويس.. مثلاً رمل سيناء. خير خامة لتحويله إلي زجاج.. كما اكتشف المرحوم السيد يس. صاحب أول مصنع "للخزف والصيني" في أفريقيا والشرق الأوسط. ثم استفادت أوروبا من هذا الاكتشاف. وكما قيل يوماً: إن قبائل سيناء كانت تبيع هذه الرمال لبعض الشركات الأجنبية.
الرئيس طالب أكثر من مرة بطرح أفكار جديدة تهم البلد.. لماذا لا نستفيد بخبرة بعض المتخصصين "مصريين أو غير مصريين" في بعض الأمور.. وبالأجر.. نشرت الصحف العربية أن المملكة السعودية اشترت بمبالغ كبيرة براءات أفكار كثيرة ستظهر آثارها في القريب العاجل بالمملكة.
* * *
وهناك مفاجأة في هذا الشأن..
اثنان من رجال الاقتصاد العالميين من المصريين.. هما الدكتور يوسف بطرس غالي. والدكتور محمود محيي الدين.. والغريب أنهما كانا وزيرين في آخر وزارة لأحمد نظيف. قبيل ثورة يناير 2011!!.. وكان لكلا الوزيرين بالذات آراء جديدة تماماً.. مثلاً محمود محيي الدين أنشأ لجنة في وزارته وهي "وزارة الاستثمار" لجنة لنشر السيرة الذاتية لكبار رجال الأعمال القدامي في كتيبات صغيرة توضع في الجيب لكي يستفيد أصحاب المهن والمشروعات الصغيرة من تجارب القدامي الناجحة.. بل وحوَّل هذه الكُتيبات إلي أفلام تسجيلية قصيرة.
وكانت اللجنة مكونة من أحد خبراء الاستثمار وهو الدكتور علي المليجي. ويساعده الإعلامي مصطفي بيومي.. مع المذيعة الصاعدة أماني القصاص.
تم طبع وإخراج أفلام لعدد من الرأسماليين القدامي أذكر منهم طلعت حرب وأحمد عبود وعبداللطيف أبورجيلة ومحمود أبوالفتح والسيد يس وأحمد فرغي.. وترك محمود محيي الدين الوزارة وتوقف المشروع.
* * *
الدكتور يوسف بطرس غالي بدأ يواجه الموقف المالي والاقتصادي بصراحة.. يكفي أنه قرر ترشيد الإنفاق الحكومي لأبعد الحدود. ومحاولة جلب إيرادات بعيداً عن الضرائب. أو أي التزامات علي الشعب.. بدأ بملف الصحف القومية وله قرارات رائعة معروفة.. وكان هناك أكثر من مشروع قرار. ثم سافر ليلتقطه المسئولون في هيئة الأمم المتحدة مع محمود محيي الدين ليتوليا أهم المناصب الاقتصادية العالمية.. لماذا لا نستفيد من علمهما وخبرتهما مثل السعودية.. لماذا؟!.. قولوا لي لماذا؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف