فجعنا بالحادث المؤسف الذى راح ضحيته ضابط وسبعة أمناء شرطة فى مدينة حلوان، قيل إن أربعة من الإرهابيين اعترضوا السيارة وأمطروها بوابل من الرصاص، فى رواية خمسين طلقة، وفى أخرى 120 طلقة، وقال آخرون أن اثنين من الإرهابيين هما الذين قتلوا القوة الشرطية، وزارة الداخلية لم توضح لنا (حتى كتابة هذه السطور فى الواحدة بعد ظهر أمس)، كيف استشهد أولادنا؟، هل كانوا يقفون فى أحد الاكمنة؟، هل كانوا يتفقدون الأمن فى دائرة القسم؟، كما أن وزارة الداخلية لم توضح كذلك: هل الجناة استولوا على أسلحة أفراد القوة أم تركوها معهم؟
الواضح من الأخبار التى نشرت عن الحادث المؤسف فى المواقع الخبرية، أن أفراد القوة قُتِلوا جميعاً داخل السيارة التي كانوا يستقلوها، وأنهم للأسف لم يستخدموا أسلحتهم الميرى، وهو ما يعنى أن الجناة فاجئوا أفراد القوة وفتحوا النار عليهم، وهذا السيناريو يثير بعض الأسئلة، منها: هل أطلق الجناة النار على السيارة وهى تسير؟، ولماذا لم يستخدم أحد الشهداء سلاحه فى التصدي للجناة؟، وما هو المغزى من تجميع كل هذه الأعداد فى سيارة واحدة؟، وأين الكمائن الثابتة؟، هل تنصب على أطراف المدن فقط؟
السؤال الأكثر أهمية هو: كيف عرف الجناة خط سير أولادنا الشهداء؟، هل فى قسم الشرطة من أخبر الجناة؟، هل خانهم أحد أفراد قسم الشرطة؟، هل كان الجناة يراقبون القسم؟
الحقيقة الوحيدة فى هذه المجزرة المؤسفة والمؤلمة، أن أولادنا يموتون فى الكمائن الثابتة والمتحركة، وأن الجناة فى كل مرة يفاجئون أولادنا ويفتحون عليهم النار، وأن المعلومات التى تصلنا عبر المواقع الخبرية، تؤكد أن أولادنا لا يتمكنون من استخدام أسلحتهم، وأن الجناة فى معظم الحوادث يستولون على أسلحتهم.
وهذا يعنى أن خطط الداخلية فاشلة، وأن أدائها الأمني نمطى وقديم ولا يصلح لشيء، فما معنى أن نجمع قوة من أولادنا داخل سيارة ونكلفهم بتفقد الشوارع التابعة لقسم الشرطة، وما الفائدة من نصب كمائن ليلية فى مواقع يحتاج فيها أعضاء الكمين لحماية أنفسهم، لماذا لا تعتمد الداخلية على التكنولوجية الحديثة، لماذا لم تحزم الشوارع والعمارات والأحياء بكاميرات تراقب بها الحركة؟، لماذا لا تجهز سيارات القوات الأمنية بكاميرات وأسلحة حديثة وأجهزة استغاثة؟، لماذا نتمسك بخطط عقيمة وبقيادات مفلسة؟، متى سنولى القادر على العطاء وتقديم الفكر المتجدد؟، متى سنسلح أولادنا فى الشرطة بتدريبات عالية، وبأجهزة حديثة وبأسلحة مناسبة؟، إلى متى سنستيقظ على هذه الحوادث المفجعة والمؤلمة؟
للأسف شقيقة أحد أولادنا الشهداء، اختصرت كل ما يمكن أن نقوله فى جملة على قدر كبير من البلاغة خلال مداخلة لها مع أحد البرامج الفضائية، نكررها هنا ربما فهمها بعض المسئولين: «كده كتير، حرام، فين الرئيس السيسي والبلد؟ إيه البلد دي؟ إزاي اتنين يضربوا عشر أفراد»؟، ونحن بدورنا نتساءل معها: كيف يضرب اثنا عشر فرداً؟