الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- مستقبل الصحافة.. هو المعركة
وسط معركة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية.. وأن ظروف الوطن الآن لا تتحمل نتائجها.. أقول إن هناك معركة أكثر أهمية تنتظر النقابة وتنتظر كل الصحفيين، هى أوضاع المهنة الآن.. وهى فعلاً تهدد بتدمير هذه المهنة التى أنتسب إليها.. وهى الأجدر «الآن» وليس بعد الآن من انتفاضة حقيقية تهدد حاضر أكثر من 11 ألف صحفى مقيد بالنقابة.. وتهدد أيضاً مستقبل آلاف غيرهم ممن يدرسون الآن قواعد هذه المهنة فى العشرات من كليات الإعلام- الحكومية- والخاصة والاستثمارية.. وكذلك فى أقسام الصحافة فى العديد من كليات الآداب والتربية.. والأزهر كذلك.
<< وتكمن هذه القضية الخطيرة فى المشاكل المالية التى تضرب كل الصحف بلا استثناء قومية وحزبية ومستقلة أو استثمارية.. ويكفى أن كثيراً من العاملين بها الآن يعيشون على «بدل التكنولوجيا»! وأن كثيرين تم تخفيض رواتبهم أو إلغاء ما كانوا يحصلون عليه من حوافز أو بدلات.. مع انتهاء عصر «الأرباح».
وليست هذه فقط هى هموم الصحافة الآن، فما هو قادم هو الأخطر.. وأقصد به اختفاء كثير من الصحف الكبري- قبل الصغيرة- عن الصدور، داخل وخارج مصر أيضاً.. حتى منها ما كان مشهوراً وتجاوز عمره عشرات السنين فى أوروبا وأمريكا.. ونحن فى الطريق.. وعلى الأقل هناك منها ما توقف عن الصدور اليومي، واكتفى بصدور أسبوعي، أو مرتين أسبوعياً.. وكل هذه الصحف لجأت إلى أسلوب الصحافة الإلكترونية أى المواقع عبر وسائل الاتصال الحديثة.
<< وليس بعيداً أن تجد صحف مصر نفسها- قريباً وسريعاً- مضطرة إلى تخفيض عدد صفحاتها.. بل والاكتفاء بالصحيفة الإلكترونية- وسبب كل ذلك هو انخفاض توزيع الصحف الورقية.. وانهيار حصيلة الإعلانات: وهما «التوزيع والإعلانات» أهم قواعد الإصدار الصحفى الورقي.. وهذه فى رأيى أخطر قضية يجب أن تتولاها النقابة.. وتدرسها، وتحاول البحث عن وسائل أخرى للعاملين بها.
<< هنا- مثلاً- يجب أن يكون للنقابة القرار الأساسى الأول فى تحديد عدد المقبولين للدراسة فى كليات الإعلام وفى أقسام الصحافة.. تماماً كما هو الحال فى دور نقابة الأطباء.. وأيضاً نقابة الصيادلة.. وأن يتم تحديد عدم المقبولين.. ولمدة سنوات طويلة حسب حجم الطلب عليهم.
أما المعركة الأزلية - وهى تحديد حد أدنى لرواتب الصحفيين - فلم تعد هى القضية.. لأن رفع هذه الأجور يؤدى إلى خسائر رهيبة للصحف بالذات بعد انهيار أرقام التوزيع وانخفاض حصة الإعلانات.. لأن القضية الآن هى المحافظة على أماكن العمل بالصحف قبل السعى لزيارة الأجور، لأن هذه المطالب تؤدى إلى تدمير الصحف الآن..
تلك قضايا يجب أن تنتفض من أجلها النقابة الآن.. فهذه هى الأولى بالرعاية.. أقول ذلك رغم أننى أرفض امتهان كرامة الصحفى أو تقليل هيبة النقابة تجاه السلطات الأخري.. فالكل يمكن أن يحيا وأن ينطلق.
نعم.. مستقبل الصحافة الآن هو الأجدر أن تتحرك النقابة من أجله حتى وإن كانت تتحرك من منطلق انتخابى محض.. وتحسين حال الصحفيين.. وتوفير غد أفضل ليس فقط لأعضاء النقابة الحاليين بل من أجل أجيال جديدة.. حتى لا تنهار مهنة الدفاع عن الحريات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف