ملامحها البريئة ونظرتها الطفولية لكل من حولها وابتسامتها التلقائية تجعلك تعتقد أنها لا يشغل تفكيرها الا اللهو مع أصحابها أو في عروستها التي تنام في حضنها أو علي الأقل في قطعة من الشيكولاتة تحلم بشرائها..ولكن كل هذا كان مجرد سراب!!
الصدفة البحتة كانت سبباً في التعرف عليها حيث كانت سمية بطلة حلقة برنامج "مفيش مشكلة خالص " الذي يقدمه الفنان الإنسان "محمد صبحي " التي عندما بكت أبكت كل من حولها ومن يشاهدونها أيضًا ..فهي واحدة من أطفال العشوائيات وهو مخيم "الخانكة " الذي يحيطه عدداً كبيراً من العمارات التي تم بناؤها من قبل المواطنين عشوائياً .. ومن الغريب أن سمية التي تعيش في خيمة منذ سنتين تصر علي إستكمال تعليمها حتي تصير طبيبة في المستقبل وأمنيتها الوحيدة مسكن بباب يغلق عليها مع أسرتها حتي لا تستمر حياتها في العراء !!

إنني أعلم جيداً أن مشكلة العشوائيات صارت كالقنبلة الموقوتة تهدد بالإنفجار السكاني والأخلاقي .. ولماذا تغض الحكومة الطرف عن هذه الكارثة ؟ وأين المجلس القومي للأمومة والطفولة من المحافظة علي حقوق الطفل المصري ؟ وعلي الرغم من أن "صندوق تحيا مصر" قد خصص مليار جنيه لتطوير العشوائيات إلا أن الأمر لم يدخل حيّز التنفيذ حتي الآن !!

حال سمية كحال ملايين الأطفال في ربوع أرض مصر بمختلف محافظاتها يتمنون المسكن والمأكل والتعلم وهذه أقل حقوقهم ودعوتي هنا ليس للتبرع لهم من أهل الخير ولكن أناشد المسئولين من محافظين ووزراء والقائمين علي "صندوق تحيا مصر" بالإستجابة لدموع سمية وغيرها من أبناء العشوائيات بإعطاء سكان العشوائيات أولوياتهم في الخطط والموازنات وغيرها وأن رؤية الحكومة لمصر ٢٠٣٠ يجب أن يكون في مقدمتها أن تكون مصر خالية من العشوائيات وأن يكون هناك مسكن ملائم لكل أسرة مصرية.