في كل أساطير الأولين والآخرين تتفق حَبَك سرديتاها على ثمة ثعابين تدور حول البطل في هيئة الأصدقاء، ولكن فطنة البطل تتغلب على أهل الشر(!) وذلك بقوة عقله أو عضلاته أو بخاطرة ألهيه تصل لحد الوحي!
فتقول متن الأسطورة إن البطل يمشى وحده على الكورنيش، ويقابل (السنيد) أصحاب الطيبة. يطبطبون على خاطره ويحذروه من أصحاب الشر، ويقولون:" متخفش"! وهنا وفقا للأسطورة يتحصل البطل على الدعم والجرعة الزائدة من السبانخ ليصير في عضلات باباي ويحارب أوهامه في عالم الأشرار!
وعادة ما احتل أصحاب الشر قيمة كبيرة في الحدث حتى يتم فرض البطل على المخيل الجمعي، ليتعاطفوا معه في حربه ضد هؤلاء الأشباح الذين يعكرون صفو البلاد ويفتعلون العراقيل في مسيرة البطل حتى تخرب البلاد ويحكمون العباد. وإن أمتنع البطل عن فعل الخير مباشرة تتجه الأنظار لأصحاب السوء هي التي حالت بينه وبين البر بالرعايا وإن فعل خير فيقولون: يا سلام على نبل البطل وإنسانيته.
لكن ما لم يخطر على بال الجماعة التي تسرد هذه الخزعبلات. أن تطرح الحكاية بشكل مغاير، وهي، ماذا لو كان البطل صديق فعلي ومشارك في جريمة أصحاب السوء، وأنه يعلم ويتعاون معهم في أفعال الشر تلك؟ دائما هو البريء، وهم الحاشية (!) المفسدة الضارة التي تخطط لأسقاطه بوعي أو بدون وعي.
النص القرآني يكسر تابو النفاق الجمعي هذه ويضرب حبكة الأسطورة ويؤكد أن البطل يعلم بكل ما يدور في قصره وبلاده، بل هو من أمر وزيره(!) بفعل السوء مع المعارضين له(!). ويعلم سر تأجير المواطنين المغيبين باسم الشرفاء، وهم بـ"...." أمام صرح بلاط صحابة"الغلاسة" على حد تعبير إمَّعة من مجاذيب الشرفاء.
الربط هنا، يحتاج لمن في قلبه وعي مختلف. ليتأمل بين كل المقالات التي دارت في فلك اقتحام بيت الصحافين (ومن قبل الأطباء، وغيره من النقابات) بنفس العسكري. الكل يلقى بالمسئولية على أشرار الشرطة، ويبرأ الأطهار البررة المتطهرين الذين لا يعرفون عن الأمر شيئا، وأن تآمر ما من داخل القصر ضد البطل. لكن البطل هذه المرة أعلنها صراحة إنه يعلم، وإنه "ما بيخفش"!
وبعيدا عن الحماسة أو القدح، منظر الدولة أو بمعنى أدق منظر السلطة في هذه الأزمة يعبر عن مدى التخبط في فهم معطيات العصر وتفتحه ومصالحه أيضا، ويعكس مدى الخلط بين الهيمنة والسيطرة لدى الدولة. السلطة الآن ترتفع بالمجتمع بقضاياه وتحشره في عنق الزجاجة، ليفقد الأمل، ويموت ببطء، وهي تعتقد أن من يأس ومات هم أصحاب الشر فقط!
وعلى صعيد الوهم، تبدع سيطرة السلطة، ولسان حالها يقول: "أنا شجيع السيما!"
أيعقل أن يكون الهتاف باسم الرئيس أمام نقابة "الحريات العامة" بهذا السخف والانحطاط؟ المأجورين، وفقراء الخيال، ومرضى الوهم، وبائعي الضمير، والمنتفعين، والمغيبين. لا يصنعون شعبية ولا حتى شرعية. ولكم في دولة "مرسي" عبرة.
في كل أساطير الأولين والآخرين تتفق حَبَك سرديتاها على ثمة ثعابين تدور حول البطل في هيئة الأصدقاء، ولكن فطنة البطل تتغلب على أهل الشر، وذلك بقوة عقله أو عضلاته أو بخاطرة آلهية تصل لحد الوحي!
فتقول متن الأسطورة: إن البطل يمشى وحده على الكورنيش، ويقابل (السنيد) أصحاب الطيبة، يطبطبون على خاطره ويحذرونه من أصحاب الشر، ويقولون:" متخفش"! وهنا وفقا للأسطورة يتحصل البطل على الدعم والجرعة الزائدة من السبانخ ليصير في عضلات باباي ويحارب أوهامه في عالم الأشرار!
وعادة ما احتل أصحاب الشر قيمة كبيرة في الحدث حتى يتم فرض البطل على المخيل الجمعي، ليتعاطفوا معه في حربه ضد هؤلاء الأشباح الذين يعكرون صفو البلاد ويفتعلون العراقيل في مسيرة البطل حتى تخرب البلاد ويحكمون العباد، وإن امتنع البطل عن فعل الخير مباشرة تتجه الأنظار لأصحاب السوء هي التي حالت بينه وبين البر بالرعايا وإن فعل خير فيقولون: يا سلام على نبل البطل وإنسانيته.
لكن ما لم يخطر على بال الجماعة التي تسرد هذه الخزعبلات، أن تطرح الحكاية بشكل مغاير، وهي، ماذا لو كان البطل صديق فعلي ومشارك في جريمة أصحاب السوء، وأنه يعلم ويتعاون معهم في أفعال الشر تلك؟ دائما هو البريء، وهم الحاشية المفسدة الضارة التي تخطط لأسقاطه بوعي أو بدون وعي.
النص القرآني يكسر تابو النفاق الجمعي هذه ويضرب حبكة الأسطورة ويؤكد أن البطل يعلم بكل ما يدور في قصره وبلاده، بل هو من أمر وزيره بفعل السوء مع المعارضين له، ويعلم سر تأجير المواطنين المغيبين باسم الشرفاء، وهم بـ"...." أمام صرح بلاط صحابة "الغلاسة" على حد تعبير إمَّعة من مجاذيب الشرفاء.
الربط هنا، يحتاج لمن في قلبه وعي مختلف، ليتأمل بين كل المقالات التي دارت في فلك اقتحام بيت الصحافين (ومن قبل الأطباء، وغيره من النقابات) بنفس العسكري، الكل يلقى بالمسئولية على أشرار الشرطة، ويبرأ الأطهار البررة المتطهرين الذين لا يعرفون عن الأمر شيئا، وأن تآمر ما من داخل القصر ضد البطل، لكن البطل هذه المرة أعلنها صراحة إنه يعلم، وإنه "ما بيخفش"!
وبعيدا عن الحماسة أو القدح، منظر الدولة أو بمعنى أدق منظر السلطة في هذه الأزمة يعبر عن مدى التخبط في فهم معطيات العصر وتفتحه ومصالحه أيضا، ويعكس مدى الخلط بين الهيمنة والسيطرة لدى الدولة، السلطة الآن ترتفع بالمجتمع بقضاياه وتحشره في عنق الزجاجة، ليفقد الأمل، ويموت ببطء، وهي تعتقد أن من يأس ومات هم أصحاب الشر فقط!
وعلى صعيد الوهم، تبدع سيطرة السلطة، ولسان حالها يقول: "أنا شجيع السيما!"
أيعقل أن يكون الهتاف باسم الرئيس أمام نقابة "الحريات العامة" بهذا السخف والانحطاط؟ المأجورين، وفقراء الخيال، ومرضى الوهم، وبائعي الضمير، والمنتفعين، والمغيبين. لا يصنعون شعبية ولا حتى شرعية. ولكم في دولة "مرسي" عبرة.