الوفد
صبرى حافظ
تسلل-ليستر سيتى فى مصر
تجربة نادى ليستر سيتى الإنجليزى، الفائز لأول مرة فى تاريخه هذا الموسم ببطولة الدورى الممتاز «البريمييرليج» فى حاجة للدراسة بعمق وجدية فى مصر، خاصة من جانب اتحاد الكرة لكى تستفيد منها الأندية المصرية.
هناك محوران مهمان فى تجربة النادى الإنجليزى المغمور.. الأولى أنه نادٍ ليس من أندية الأغنياء المعروفة فى الدوريات الأوروبية ومنها الإنجليزية، ورغم ذلك تحدى ظروفه المادية الصعبة فى واحد من أفضل الدوريات ربحاً حيث تصرف الأندية ما يقرب من مليارى دولار سنوياً.. والثانى أنه فريق مغمور عانى «سكرات» الهبوط بقوة الموسم الماضى ليعود بقوة الموسم الحالى ويفوز وسط معارك شرسة وأمواج عاتية وزحام شديد من تشيلسى وتوتنهام ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتى وأرسنال وغيرها للوصول إلى قمة الدورى الإنجليزى.
إنجاز سيتى التاريخى قد يصعد به من كيان صغير يلملم أشلاءه المبعثرة؛ بسبب أزماته المالية إلى كيان كبير مثلما حدث من قبل مع أندية كانت صغيرة وباتت كبيرة وعملاقة مادياً وفنياً مثل مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان من خلال عوائد الجوائز المالية ومشاركته فى دورى أبطال أوروبا وحقوق الرعاية والبث وخلافه.
صحيح قد تختلف الظروف بين الدورى المصرى وغيره من الدوريات الأوروبية من حيث الإمكانيات المادية والفنية وطريقة الإدارة والشفافية وغيرها وحتى الأفريقية تراجعنا حيث يتمتع الدورى المصرى بقاعدة غريبة ومملة فى احتكار الأهلى والزمالك للبطولات حتى وهما فى أسوأ حالاتهما، كما أن هناك أندية مصرية عوائدها كبيرة مالياً، ولا تستطيع المنافسة على درع الدورى مثل سموحة وإنبى والمقاصة وغيرها من الأندية التى نجحت فى تحقيق استثمار جيد بفضل خبرة القائمين عليها إلا أنها بقت مكسورة الجناح، وجاءت كل المحاولات على استحياء شديد مكتفية بالمربع الذهبى لو تحقق!
النمطية فى الدورى المصرى سببها عدم وجود دراسات وجلسات حوار مع نهاية كل موسم لدراسة إيجابياته وسلبياته وكيفية النهوض به واستغلال الطفرات فى الدوريات المختلفة للتأكيد عليها كنموذج يُحتذى به والبحث عن مواهب واستغلال أمثل للمادة حتى لو بسيطة.. ليس مهماً أن تستولى على نجوم مصر بل كيف توظف إمكانياتك من لاعبين مغمورين، وتشكل توليفة تملك الطموح والإرادة.. هل نحن قادرون على استنساخ ليستر سيتى فى مصر؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف