لست أساسا من هواة الجلوس كثيراً أمام الشاشة الصغيرة.. وبالصدفة المحضة دخلت حجرة التليفزيون فوجدت بناتي يشاهدن مسرحية أمعنت النظر فوجدت الفنان الوطني الكبير محمد صبحي.. طبعا كانت المسرحية قد قاربت علي الانتهاء.. وعلمت أن هناك مسرحيات "سريعة" قيل انها نصف ساعة.. يؤديها الفنان الكبير مع بعض الهواة.. بل أعتقد أن هؤلاء الذين شاهدتهم في آخر ربع ساعة لا يصلون حتي إلي مرتبة الهواة!! ولا أدري لماذا يغامر الفنان الكبير بتاريخه الطويل بعد هذه الروائع القديمة التي مازال الجمهور يشاهدها علي نفس الشاشة بل ويطلب عرضها لماذا؟! قيل لي ان له برنامجا اجتماعيا يتعرض للسياسة أيضا علي نفس الشاشة.. ولا أدري لماذا لا يكتفي الفنان الكبير بهذا البرنامج لاشباع هواية الفن الذي يجري في دمه.
الفنان محمد صبحي طول عمره الفني يعالج في مسرحياته مشاكل البلد الاجتماعية والعادات الخاطئة المرذولة.. والآن وصلنا إلي السن الذي يؤدي نفس مهمته ولكن بأسلوب آخر يتفق مع الامكانيات الحالية!!! خاصة بعد انفصاله عن توأمه لينين الرملي!!!
***
الفن دائما .. في كل أنحاء العالم.. ينجح بامتياز تحت ظل التوأمة.. لوريل وهاردي.. توم وجيري.. نجيب الريحاني وبديع خيري.. سمير خفاجة وبهجت قمر.. فؤاد المهندس وشويكار.. أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ.. أنور وجدي وليلي مراد وهكذا.
وكان من أنجح التوائم الفنية لينين الرملي ومحمد صبحي.. أجمل المسرحيات كانت تضم الفنانين الكبيرين.. بدرجة شراء أو تأجير ــ لا أدري ــ مسرحا مهجورا في العباسية بجوار اتحاد الشرطة الرياضي.. وكانت صفقة رائعة.. خاصة ان المسرح كان في ميدان واسع جدا ممكن ان يستوعب أي عدد من السيارات.. شهد هذا المسرح قمة النجاح.. وفجأة بلا أي مقدمات.. حدث خلاف ثم انفصال.. والخاسر أولا وأخيرا هو الجمهور والفن الكوميدي الهادف في أعلي صوره.
***
... وعن التليفزيون .. أيضا
لا أدري لماذا لا تذاع حفلات الأوبرا الرائعة علي الشاشة الصغيرة.. نحن أكثر من تسعين مليون نسمة.. من حقنا ان نستمتع بالروائع المتتالية التي تعرضها النشيطة الناشطة السيدة الفاضلة إيناس عبدالدايم من خير من يشغل هذا المنصب مع سليمان نجيب وسمير فرج... ليلة شم النسيم مثلا.. انتظر الناس كل الناس السهر مع الشاشة مثلما كان يحدث من عشرات السنين.. منذ أيام فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ.. انتظر الناس دون جدوي.. لماذا اذا كان الكلام عن الايراد ففضلا عن شباك التذاكر يتم غلقه قبل الحفلات بيوم.. كامل العدد منذ 24 ساعة وأكثر.. رغم ذلك أعلنتها أكثر من مرة.. الرائعة بنت النادي الأهلي ايناس هانم انه لا مانع عندها من البث حتي لو كان مباشرا.. ونحن نطالب بالبث المباشر إلا في أيام الأعياد أما الحفلات الأخري فممكن تسجيلها واذاعتها بعد يوم أو اثنين بشرط الاعلان عن موعد البث وعلي أية قناة.
زمان كانت برامج الاذاعة والتليفزيون يوميا في مخازن معين مثل مواعيد الصلاة والجو اليوم.. اشمعني مواعيد الاذاعة والتليفزيون هي التي اختفت رغم وجود صفحة كاملة مليئة بما لا يهم القارئ في شئ.. بلاش البرامج كاملة.. رغم اننا كنا ننشر في آخر البرنامج في سطر "السلام الملكي"!! بلاش.. عاوزين نشر موعد بث الحفلات وعلي أي قناة.. هل هذا ممكن ياتنشر ماسبيرو اختنا صفاء حجازي!! ما رأيك؟!!