لا أؤيد التعامل مع أي جهاز فني بالقطعة هي الطريقة التي سار عليها نادي الزمالك علي مدي موسمين حتي أن الجهاز الذي يقوده الآن الخلوق محمد حلمي المدير الفني هو السابع هذا الموسم بعد فيريرا ــ محمد صلاح ــ ماركوس باكيتا ــ ميدو ــ محمد صلاح ــ ماكليش وهو الأمر الذي يجري الآن حول تقييم مارتن يول المدير الفني الحالي للأهلي عقب أول خسارة للفريق أمام وادي دجلة في الدوري.
تسرعت الجماهير بالحكم علي مارتن يول بالايجابية حين انطلق قطار الأهلي بلا هزائم ووسع الفارق مع المنافس التقليدي الزمالك إلي 11 نقطة قبل ان يمضي مع الفريق العدد الكافي من المباريات للحكم عليه ثم تحول النقد إلي سلبي بعد خسارة دجلة وفي كلا الحالتين لم يكن النقد موضوعيا.
نفس الحال مر به الزمالك علي مدي الموسم الماضي وكانت الخسارة تعني رحيل الجهاز حتي جاء فيريرا الذي أكمل مع الزمالك المسابقة وكان الأكثر قدرة علي السيطرة علي فريق مكتظ بالنجوم وقاده للفوز بالدوري والكأس.
أغري هذا الفوز كل المسئولين بنادي الزمالك بأن التغيير أتي بالبطولات وهو في واقع الأمر حالة استثنائية من الصعب أن تتكرر والدليل تراجع مستوي الزمالك جدا هذا الموسم مع خالص الاحترام لقائمة الأجهزة الفنية التي تولت المهمة منذ انطلاق الموسم.
والحقيقة أن عملية التقييم الدقيق لأي مدير فني ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض لأن هناك عناصر عديدة يجب أن يكون من خلالها التقييم الدقيق لآداء المدير الفني ومن بين هذه العناصر أمور لا تخص المدير الفني نفسه وإنما الأجواء المحيطة بالجهاز من ادارة وتضافر العناصر المادية والجماهير وخلافه.
ونضرب مثلاً بأكثر من مدير فني أجنبي حصدا للبطولات في تاريخ مصر وهو مانويل جوزيه البرتغالي.
فقد أثبتت الأيام ان هذا الرجل الأنجح في تاريخ الكرة المصرية لم يكن ذلك المدير الفني صاحب الفكر الكروي الرفيع بدليل عدم نجاحه مع كل الفرق الأخري التي تولي تدريبها ولكنه حقق نجاحا منقطع النظير مع الأهلي لأن طبيعة المدير الفني وكل الظروف المحيطة به كانت تؤهل النجاح.
الأهلي وقت جوزيه كان فريقا متخما بالنجوم أمثال أبوتريكة وبركات ومتعب ووائل جمعة وشادي محمد ومحمد شوقي وفلافيو والحضري غيرهم ولم يكن أفضل مدير فني في العالم يصلح مع هذه المجموعة سوي الرجل الذي يحمل شخصية قوية مثل جوزيه.. وهو أمر شبيه بما حدث فيحالة فيريرا مع الزمالك لأن الأخير لم يحقق نفس النجاحات خارج الزمالك ولكنه كان الشخصية المناسبة للفريق الأبيض في ذلك الوقت.
وعودة إلي تقييم يول مع الأهلي فأري أن هناك بعض العناصر الفنية التي ظهرت بصماته عليها من خلال أداء الأهلي في مجمل مبارياته تحت قيادته ولكنه يحتاج للمزيد من الوقت حتي تظهر باقي البصمات.
أبرز بصمات يول علي أداء الأهلي هو الأسلوب التكتيكي الذي يخلق العديد من الفرص للتهديف خلال المباراة الواحدة بدليل أنه باحصاء دقيق نجد ان معدلات وصول الأهلي لمرمي المنافس في كل المباريات التي قادها يول بخطورة أي الفرص المحققة لتسجيل الأهداف يصل إلي 12 مرة في كل مباراة وهو معدل رائع لأنه لو سجل الأهلي 25% فقط من الفرص المتاحة سيفوز في كل مباراة بثلاثة أهداف علي الأقل.
وهنا النقطة السلبية لآداء الأهلي التي يحتاج للوقت من جانب يول لعلاجها وهي ظاهرة اضاعة الفرص السهلة والتي تحتاج إلي عمل شاق من الجهاز الفني ليس فقط مع المهاجمين ولكن أيضا مع كل أفراد الفريق.