الأهرام
مرسى عطا الله
ليسوا بشرا وليسوا مسلمين!
1 ــ هذه الجرائم الإرهابية التى تدهم بعض دول العالم وفى المقدمة منها عالمنا العربى والإسلامى لا يمكن تبريرها تحت أى مسوغ سياسى أو دينى لأنها تكشف عن عمق الخلل الفكرى الذى تتستر به بعض جماعات الإرهاب التى تتمسح زورا وبهتانا فى الإسلام.

أى إسلام هذا الذى يزعم هؤلاء الإرهابيون أنهم يرفعون رايته ثم يقومون بتفجير الحافلات فى أوروبا أو جز رؤوس الأبرياء عن أجسادهم فى العراق وسوريا وليبيا أو السعى لتعطيل حركة قطار التنمية فى سيناء واستهداف جنودنا البواسل!

هؤلاء لا يمكن أن يكونوا بشرا ولا يمكن أن يقال إنهم مسلمون.. فالعقل لا يستطيع أن يستوعب مثل هذه الجرائم التى لا يكفى توصيفها بالعنف والوحشية والبربرية بل ربما يصعب القول بأنها سلوك حيوانى همجى لأن فى كثير من الحيوانات شفقة ورحمة تمنعها عن أن تقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم سواء فيما بينها وبين بعضها كحيوانات وربما فى تعاملها مع البشر عندما يجمعهما لقاء.

إن أى قراءة دقيقة لحصاد ما جلبته ظاهرة الإرهاب على البشرية عامة وعلى أمتنا العربية والإسلامية خاصة من كوارث وخسائر يستدعى احتشادا إنسانيا تحت رايات الأمم المتحدة ووفق ميثاقها من أجل تنسيق أمنى حقيقى وتعاون دولى مشترك لتجفيف منابع التمويل والتحريض وأن يستند هذا الاحتشاد الأممى إلى موقف عربى وإسلامى يقوده الدعاة والوعاظ من أجل تنوير العقول وإيقاظ الضمائر لوقف أى نوع من التعاطف مع أصحاب هذه الأفكار المغلوطة وعزلهم وتعريتهم تماما.

إننا أمام لحظة تاريخية فاصلة لتحسين صورة أمتنا العربية والإسلامية وإزالة هذه البقعة السوداء التى تشوه الثوب الأبيض للإسلام وسماحته المؤكدة بالقرآن والسنة النبوية الشريفة... وليكن لسان حال الأمة العربية والإسلامية واحدا من خلال خطاب إعلامى وسياسى موحد يقول بأعلى الصوت أن هؤلاء الإرهابيين ليسوا مسلمين بالمفهوم الصحيح للإسلام والشريعة الإسلامية ... وكفى ارتباكا فى الخطاب السياسى والإعلامى للأمة قبل أن تنقلب الدنيا علينا بأخطاء وجرائم هذه الفصائل التى يحار المرء فى معرفة دوافع من يمولونهم ويوفرون لهم الملاذات الآمنة داخل وخارج حدود الأمة.

وغدا حديث آخر

خير الكلام:

<< إذا ضلت أسراب الطيور طريقها بدأت رحلتها إلى قبورها !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف