كان البطل الشاب يتحدث بكل تواضع عن قصة مقاومة عصابة من الإرهابيين هاجمت موقع الكمين الذي يتولي أمره مع 23 جندياً هم في مثل سنه الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين بل ومنهم من يكبره.. ورغم أهمية موقع الكمين في الشيخ زايد بسيناء إلا ان قيادة الجيش المصري وضعت ثقتها كاملة في هذا القائد الشاب أدهم الشوباشي الذي يزين كتفيه بنجمتين والملايين عرفت بقصة البطل ومجموعته من خلال لقاء تليفزيوني مع الزميل الكبير إبراهيم حجازي في برنامجه "دائرة الضوء".. وعرفنا لأول مرة من تفاصيل تلك المعركة الشرطة التي خاضها هؤلاء الأبطال في مواجهة مائة إرهابي جاءوا بسيارة الدفع الرباعي متسلحين بأنواع ثقيلة من الأسلحة والمتفجرات.. وأحاطوا بالكمين من كل جانب.. وكانت خطتهم أن تقترب سياراتان تحملان أطناناً من المتفجرات لنسف المبني بمن فيه.. وتحرك اثنان من الأبطال لمقابلة السياراتين وإيقافهما وهما يعرفان مقدماً أن حياتهما سوف تنتهي عند هذا الحد علي أن تكتب النجاة لباقي الزملاء.. وعن طيب خاطر وبرجولة كاملة وثقة لا تهتز في جزاء الله سبحانه وتعالي للشهداء مع الصديقين والأبرار.. ونجحت التضحية بالفعل.. ومن فوق الأسطح كانت نوبات الحراسة تصطاد الإرهابيين واحداً بعد الآخر.. أحد هؤلاء الأبطال نجح في قتل 12 ارهابياً قبل ان تصيبه رصاصة قاتلة في معدته.. ومات وهو يحتضن سلاحه وعلي وجهه ابتسامة الرضا.. وكان القائد الشاب وسط رجاله يتفقدهم ويبث في نفوسهم الحماس ولو ان لديهم ما يكفي ويزيد.. كانوا يعرفون أنهم يحاربون عدواً لعيناً يأتي نحوهم يحمل رايته السوداء ويهتف الله أكبر.. والله من قولهم وفعلهم بريء فما نزل إسلامه علي نبيه الكريم إلا لوقاية الأنفس ونشر الأمن والعدالة بين الناس وقد أطلق لمخلوقاته حرية الاعتقاد من يشاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ويوم القيامة يكون الحساب فيما كانوا فيه يختلفون.
الضابط أدهم.. اكتشف أن وجهه ينزف بغزارة وكان القائد العام للقوات المسلحة يتصل به أولاً بأول للاطمئنان علي سير المعركة.. وكان جوابه دائماً: اطمئن يا سيدي القائد أولادك لا يخافون الموت.. وامسك بحفنة من الرمال يسد بها جرحه النازف وراح يمر علي رجاله.. فالعصابة الإرهابية أصابها الجنون عندما فشل مخططها وتم إيقاف زحفها نحو تدمير الكمين وجثث رجالهم متناثرة علي الرمال.. ولم يجدوا أمامهم إلا الانسحاب وحمل ما تيسر من هذه الجثث.
فقد أدهم 12 من رجاله الأبطال.. وعند نهاية المعركة اكتشف إصابة أخري في قدمه لم يكن يشعر بها وتم نقله للعلاج.. ثم جاءت لحظة تكريمه هو ورجاله من القائد الأعلي للقوات المسلحة الرئيس السيسي كانت لحظة العناق من القائد الأب لابنه البطل حارة وعظيمة لأن سقوط الكمين كان يعني إعلان دولة إرهابية في منطقة الشيخ زايد.. لكن شجاعة أدهم ورجاله حالت دون ذلك.
والسؤال: كم من بطل لدينا مثل أدهم وإذا لم نقدم هؤلاء نماذج حسنة للشباب فماذا نقدم سوي أشباه الرجال للأسف الشديد خاصة في المجال الفني!!