المساء
محمد جبريل
ع البحري- القاضي الإيطالي.. وعدالة الإسلام
قاض ايطالي. أصدر حكما بتبرئة رجل سرق طعاما ليسد جوعه.
ذكرتني الواقعة بعدل الخليفة العظيم عمر بن الخطاب. حين أبدي عجبه ممن يشقيه الجوع. فلا يخرج علي الناس حاملا سيفه.
استعدت بالحكم الذي يبدو غريبا في التأكيد علي صرامة قوانين الغرب. ما يطرأ علي حياتنا من مظاهر التسيب والإهمال والتواكلية. والتي تختلط - في أحيان كثيرة - بنظرتنا إلي القانون. نحن نخشي القوانين. ونتفادي عقوباتها إن طبقت علي ما نرتكبه من أخطاء. ونبدي اللامبالاة أوقات التراخي في تطبيقها.
الأمثلة كثيرة من مدي تعاملنا مع القوانين. ووسائل تطبيقها. ومدي اقترابها أو ابتعادها من مشكلاتنا اليومية.
إقامة الحد علي من يرتكب جريمة. ضرورة في الشريعة الإسلامية. ما أعلنه الفاروق عمر هو مناصرة لروح القانون. إن واجه المرء ما لا يستطيع مغالبته. فهو قد يخرج لسد جوع عياله. وصرامة القانون تقضي بأن ينال جزاءه في إطار الشريعة الإسلامية.
حكم القاضي الايطالي نزع الأقنعة عن التنظيمات المتأسلمة التي تزعم الدعوة لمبادئ الإسلام. أخطر ما في تلك المزاعم أن الإسلام قام بالسيف. وينتشر بالسيف. بمعني الشنق والنحر بالسكين والاحراق وغيرها من البشاعات التي ترفض التثبت. بل إن الآلاف اغتيلوا وأحرقوا وذبحوا لغير أسباب مقبولة. مجرد أن تنشر تلك الجماعات الذعر والفوضي والدمار. وتفرض ممارساتها الشنيعة علي ملايين البشر المسالمين. حتي علي معتنقي الديانة الإسلامية التي تدعي مناصرتها!
لعلنا نذكر واقعة المرأة التي قدمت إلي الرسول صلي الله عليه وسلم. نسبت إلي نفسها فعل الزني. وطلبت أن يقام عليها الحد. عرف الرسول ان المرأة حامل. فصرفها حتي تلد. فلما عادت. طلب أن تعود إلي بيتها. فلا يقام الحد عليها إلا بعد أن تنهي فترة الرضاع.
وفي مكتبي مؤلف رائع عن قضاء علي بن أبي طالب. يعرض فيه أساليب الخليفة العظيم في تحقيق العدل بين الناس. فلا يظلم أحدا. في يقينه دوما ذلك البعد الإنساني الذي يعد أهم ما تحرص عليه تعاليم الإسلام.
ما واجه به الرسول والخلفاء- الراشدون وكبار الصحابة أخطاء البشر وخطاياهم. يهبنا سماحة الإسلام. وعدله. وتغليب البعد الإنساني.
نقلت وكالات الأنباء الغربية حكم القاضي الايطالي باعتباره حدثا مهما. يعكس عدالة الغرب. وأنها تحرص علي روح القانون. من خلال تفهم مشكلات البشر.
سبقت عدالة الإسلام نشوء القضاء في الغرب. فضلا عن تقدم مدنيته. كانت حضارة الإسلام في ذروتها. بينما كان التخلف سمة الحياة في مواطن كثيرة من العالم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف