المساء
محمد فؤاد
ع الطريق -سقط.. المهرتلون!!
بعيدا عن هري "النشتاء" عما يحدث في نقابة الصحفيين. وبعيدا - أيضا - عن أية قضايا أخري. كقصف حلب السورية. أو الخوض في الحديث عن جنسية "تيران وصنافير".. نستعرض اليوم قضية جديدة. تغافل عنها أولئك "النشتاء" بقصد أو دون قصد. قد تكون قضية ليست للبيع. أو هي قضية خاسرة بالنسبة إليهم. لن تأتي بقيمة فورية. أو قيمة مؤجلة.
والقضية التي نحن بصددها. هي مقتل بعض المصريين في أمريكا وعدد من عواصم أوروبا. وكان آخرهم "محمد باهر" في ايطاليا. التي لا تزال حتي الآن تريد أن تعرف من قتل مواطنها "ريجيني"!! فمن أسف. انه ولا شعرة اهتزت في ابدانهم لمقتلهم. وهم الذين ملأوا الدنيا صياحا ونواحا لمقتل ذلك الايطالي. وكذلك لم يظهروا أي تعاطف معهم. فلم يتظاهروا أمام سفارات تلك الدول للقصاص العاجل لهم. ولم يتهموا انظمتها الأمنية بقتلهم. ولم يطالبوا مصر بوضع علاقاتها الدبلوماسية أو الاقتصادية علي المحك. ولم يطلبوا من رجال الأعمال بعدم التعامل معهم مرة أخري.
إن كل مواطني الدول. ونخبهم وساستهم ونشطائهم هناك. لم يتفوه واحد منهم ليسبق نتائج التحقيقات في الجرائم التي وقعت ضد مصريين. والتزم إعلامهم التزاما وطنيا وأخلاقيا في المحافظة علي هيبة وشكل المؤسسات والدولة. فلم يتهم أي ناشط انجليزي جهاز أمنه. بقتل وحرق عادل حبيب. وفي أمريكا لم يتهم أي حقوقي الرئيس "أوباما" بقتل أحد المصريين هناك. وتعذيبه وإلقائه بجوار مقالب القمامة. وكذلك لم نجد أي ناشطة "غردت". تتوعد السياح بالويل والثبور وعظائم الأمور. وتحذرهم من زيارة بلدها. وحتي في إسرائيل حافظوا علي أمن وأمان واستقرار بلادهم. فلم يخرجوا في مظاهرة. أو غردوا بـ "تويتات" يدعمون فيها البريطانية. التي عثر عليها مقتولة في "إيلات" غير أن ذلك الصمت والتجاهل لم يكونا علي المستوي الشعبي فقط. بل كانا علي المستوي الرسمي أيضا. حتي بعد أن أعلنت ايطاليا. اننا سنتعامل مع قضية "باهر" بمثل تعاملها مع قضية "ريجيني" إلا أنه لم تتحرك أي جهة في الدولة حتي الآن.
ولأن السقوط يتوالي. والشيء بالشيء يذكر. نتساءل: أين تعاطف "أم خالد سعيد" مع أمهات الضحايا المصريين وهي من تعاطفت مع "أم ريجيني" وكادت تعتبره شهيدا؟!
أين من أدانوا مصر من دوائر عالمية. برلمانية وإعلامية وقضائية وسياسية وحقوقية. فاتهموها دولة وحكومة بقتله. ثم سقطت عنهم ورقة التوت. فلا رأوا. ولا سمعوا. ولا تحدثوا عن المصريين الذين قتلوا علي أراضيهم. أو عن البريطانية التي قتلت في إسرائيل؟
فهل كان يهدف العالم من وراء ذلك زعزعة مصر. استقرارها وأمنها. والتشكيك في قدرة نظامها علي تخطي مشكلاته السياسية والاقتصادية. وإظهاره بمظهر العاجز والضعيف. تمهيدا لوضعها في بؤرة خريف السقوط العربي. يعاونه في مهمته معاول الهدم الداخلية والخارجية في آن واحد؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف