المساء
محمد جبريل
ع البحري- تشرنوبيل في ديمونا!
إذا كانت الأصوات العربية المعارضة للمفاعل الذري الإسرائيلي ـ بقنابله التي زادت عن المائتين ـ متباعدة. وشاحبة. فإن الأصوات المعارضة في إسرائيل تعلو الآن. ليس حرصاً علي أمن المنطقة بقدر الخوف من تأثيرات المفاعل في الكيان الصهيوني.
الحكاية ـ باختصار ـ أن إسرائيل أقامت مفاعلها النووي في ديمونا منذ ما يزيد علي الأربعين عاماً. وأثناء تلك الفترة تفاقمت أخطار المفاعل إلي حد توقع كارثة تهدد فلسطين المحتلة كلها. وتتجاوزها إلي المناطق المحيطة.
كشف العلماء عن وجود 1536 خللاً في النواة المعدنية لمفاعل ديمونا. بسبب مكوناته القديمة. فلم يعد صالحاً للعمل. وهو ما حدث بالفعل لمفاعلات مماثلة في دول منتجة للسلاح النووي. حيث تم إيقاف تلك المفاعلات عن العمل.
النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي طالب أبوعرار أثار قضية المفاعل الإسرائيلي. وحمل حكومة الكيان الصهيوني مسئولية أية كارثة تنتج عن تأثيراته.
أشار أبوعرار إلي أن في مقدمة أسباب أمراض السرطان المنتشرة في منطقة النقب التي يقع فيها المفاعل. صدور انبعاثات خطيرة منه.
قام العلماء بفحص النواة المعدنية في المفاعل. عن طريق تصويرها بأشعة الموجات فوق الصوتية. وأكدت النتائج صحة ما أعلنه النائب العربي.
لم تعد الأصوات المعارضة للمفاعل النووي مقصورة علي المواطنين العرب في فلسطين المحتلة. بل امتد الرفض وإعلان المخاوف إلي المستوطنين الإسرائيلين. بمن فيهم قيادات الأحزاب السياسية.
كان الدافع للصمت الإسرائيلي طيلة السنوات الفائتة أن أضراره القاتلة اقتصرت علي المواطنين العرب من أبناء النقب. ورغم أن احتجاجاتهم المتواصلة. مشفوعة بالنتائج المميتة التي أحدثتها انبعاثات مفاعل ديمونا. فإن حكومة الكيان الصهيوني وجدت في تلك النتائج ما يدفع المواطنين العرب ـ وغالبيتهم من البدو ـ إلي الرحيل عن دورهم.
الغريب أن الحكومة الإسرائيلية تتجاهل الخطر. وتصر علي إقامة مكب للنفايات النووية جنوبي منطقة عراد. وهو ما يضيف إلي احتمالات الخطر.
تثور الأسئلة: إلي متي يستمر مفاعل ديمونا في أدائه المتهالك؟ وما مدي انتشار الخلل في النواة المعدنية؟ وهل يصمد المفاعل أمام الهزات الأرضية؟ أخطر ما يخشاه المستوطنون الإسرائيليون أن ينتهي المفاعل بالتأثيرات التي أحدثها مفاعل تشرنوبل في مساحة هائلة في الأراضي الروسية. حتي أن الحياة لم تعد صالحة فيها عبر مئات العقود القادمة وهو ما قد ينسحب ـ لضيق مساحة إسرائيل ـ علي الأقطار العربية المجاورة للكيان الصهيوني!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف