ما يحدث في مصر يؤكد أننا نعيش أخطر مرحلة بعد ثورة 30 يونيه.. برغم اكتمال خارطة المستقبل وبرغم الانجازات الكبيرة التي لم تأخذ حقها الاعلامي وبرغم التحديات الكبيرة التي تتجاوزها مصر يوما بعد يوم.. وبرغم الحرب الشرسة ضد مصر داخليا وخارجيا.. إلا أننا يجب أن نعترف بأننا نعيش أخطر مرحلة داخليا بعد الثورة.. وأقصد بها "الحرب العائلية" داخل أسرة 30 يونيه.
** حالة تربص غير منطقية نعيشها.. أو بالأدق يعيشها فرقاء.. أو أصدقاء.. أو "أعدقاء" الثورة.. قل ما شئت وأطلق عليهم أي لقب أو صفة فالكل سواء.. لأن تحالف الثورة بدأ يأكل نفسه بنفسه ويلقي الأخطاء علي طرف آخر بلا تقييم وذلك كله لسبب مهم وهو غياب الرؤية السياسية.. الرؤية السياسية في مصر الآن غائبة عن المشهد وقرارات المصلحة والمنفعة سواء كانت شخصية أو عامة لا تكفي.. بل لابد من رؤية سياسية شاملة تضم كل الرؤي والأفكار.
هناك حالات شاذة في المشهد وهذا طبيعي ومتوقع ومنطقي بعد أحداث كثيرة وفوضي عميقة وخلل نفسي واجتماعي رهيب في المجتمع بدأ بكسر "الكبير"..وكان هذا هو الهدف الأول في مرحلة من 2011 حتي ..2013 اضربوا أي كبير.. في المدرسة وفي الجامعة.. وفي السياسة وحتي في دور العبادة.. وفي البيت لابد من كسر الكبير أياً كان..وهزيمته نفسيا ومعنويا.. ولماذا لا؟ ألم تقم ثورتان علي رئيسين تم عزلهما بارادة شعبية بل ومحاكمتهما وأحدهما مطلوب اعدامه؟
ماذا بعد أكبر رأس في الدولة؟ هذا هو حال البعض الذي تاه في المجتمع واعتقد أن حالة الفوضي السياسية والمجتمعية لابد أن تستمر هكذا.
أتمني لو أن عقلاء هذه الأمة الذين يمثلون كل منظمات المجتمع المدني الصادقين والذين لا يعتمدون علي دعم وتمويل خارجي.. وليكن رئيس مجلس النواب هو المرجعية الأولي لهؤلاء لطرح مبادرة سياسية اجتماعية نفسية هدفها الأول لم شمل أبناء ثورة 30 يونيه والاتفاق علي كلمة سواء.. وهدفها الثاني هو البناء علي رؤية سياسية واضحة المعالم لأبناء الثورة تسمح بالاتفاق علي المباديء وهدفها الثالث علاج الأخطاء التي حدثت والبحث عن مخرج يلم الشمل في كل الاتجاهات..!!
هل يحاول رئيس مجلس النواب ليس باعتباره رئيس السلطة التشريعية أو الرقابية في الدولة بل باعتباره رئيس ممثلي الشعب.. رئيس النواب الذين اختارهم الشعب بارادة حرة وانتخابات حرة نزيهة.. ليكون باسم الشعب صاحب المبادرة التي تجمع كل مخلص في كل نواحي الحياة من قيادات العمل ومن أبناء ثورة 30 يونيه لنتفق علي كلمة سواء.
أيها السادة: تعالوا الي كلمة سواء من أجل الوطن.. فمصر فوق الجميع فعلا وقولا وكل شيء!!
الجمهورية.. وسامح سيف اليزل
تعمدت أن أكتب العنوان بالاسم فقط دون ألقاب سواء النائب أو اللواء.. أو الرجل الأمني أو الرجل الوطني أو رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية.. ذلك لأن سامح سيف اليزل رحمه الله علم من أعلام الأمن والسياسة في مصر لم يأخذ حقه بالشكل الكافي بعد وفاته وهو أحد أعلام ثورة 30 يونيه يوما ما.
لا أتحدث عن سامح سيف اليزل الانسان فكل من اقترب منه وتعامل معه يعرفه جيدا ولا أتحدث عن سامح سيف اليزل الضابط الذي حارب في 1967 وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيدة.. والذي كان مدرسا للمدرعات البرمائية.. والضابط المميز. ولا أتحدث عن رجل المخابرات العسكرية والمخابرات العامة النشيط أو السياسي البارع الذي عمل في عدة سفارات خارج مصر خاصة كوريا الشمالية وانجلترا.
ولا أتحدث عن سامح سيف اليزل رجل المخابرات المكلف بمتابعة كل صغيرة وكبيرة في حياة البطل الشعبي رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان أو جاك بيتون.
ولا أتحدث عن السياسي في دعم مصر والانتخابات والبرلمان وصاحب الرؤية السياسية المميز.
بل أتحدث عن رجل تحمل وعمل باسم "الجمهورية" ولا أقصد الجمهورية الصحيفة.. بل الجمهورية المؤسسة..لأن مؤسسة دار التحرير معروفة شعبيا باسم الصحيفة اليومية الأولي بها وهي الجمهورية.. واصدارات المؤسسة يضمها قطاع واحد اسمه "دار الجمهورية للصحافة" وعن هذه الدار وعن تلك المؤسسة كان مركز الدراسات المعروف بمركز سامح سيف اليزل أيضا..!!
وهنا لابد من كلمة عن "الجمهورية" لمن لا يعرف فجريدتنا هي الجريدة الرسمية لجمال عبدالناصر وللدولة في ظل مرحلة الناصرية التي كان لها قوة حقيقية في الداخل والخارج ليس لأن عبدالناصر هو صاحب الامتياز.. وليس لأن أنور السادات هو أول مدير لها.. بل باعتراف صريح ومباشر من الرئيس عبدالناصر.
لقد قام عمنا وأستاذنا أحمد الجمال بتفريغ محضر اجتماع الزعيم عبدالناصر مع الملك فيصل ملك السعودية رحمهما الله.. وخلال اللقاء سأل الملك فيصل عبدالناصر عما ينشر في الأهرام علي اعتبار ان الأستاذ هيكل رحمه الله كان مقربا من الرئيس وقال الملك للرئيس: هذا ما نشر في الأهرام الجريدة الرسمية فقال عبدالناصر بوضوح: الأهرام ليست الجريدة الرسمية ولكن هيكل هو أنشط صحفي ويعمل في الجريدة 12 ساعة يوميا.. أما الجريدة الرسمية فهي "الجمهورية".
هذا ما قاله عبدالناصر بوضوح.. لذلك عندما نكرم اسم الراحل سامح سيف اليزل اليوم في مؤسسة دار التحرير "الجمهورية" فهو تكريم باسم مصر.. وشعب مصر العظيم الذي كان وظل ومازال هو الداعم الكبير لنا.
حتي لا تتكرر كارثة الرويعي والغورية
حرائق وأزمات ومشاكل.. ولاشك أننا جميعا عشنا لحظات القلق مع كل تلك الأزمات خاصة الحرائق في الرويعي ثم الغورية في قلب القاهرة ناهيك عن حرائق أخري في بعض المحافظات.. والأمر يحتاج الي دراسة ومقال آخر عن أسرار وحقائق تلك الحرائق.
المهم.. أن هناك درسا حتي لا تتكرر تلك الحرائق خاصة في هذه المناطق ذات الخصوصية كالرويعي والغورية وهي ضرورة نقل كل هذه المناطق خارج الزحام وتحديدا لتكن مدينة جديدة خاصة بجوار العاصمة الادارية بشرط تيسير وتسهيل المواصلات من والي القاهرة القديمة..!!
كان هناك دراسة سابقة لنقل أكثر من 20 منطقة خارج القاهرة والآن أصبح ضروريا البدء في التنفيذ وبسرعة فقد شاهدنا كيف ان سيارات الاطفاء لم تستطع الوصول الي بعض العقارات..!!
مناطق الرويعي والغورية وخان الخليلي والموسكي والنحاسين والقماشين والمناصرة ودرب البرابرة وشارع عبدالعزيز والبياضية والحمزاوي والعشماوي والسروجية وتجارة شارع الأزهر وأماكن أخري مماثلة لابد أن يتم نقلها الي هذه المدينة الجديدة الخاصة التي تحتاج أولا الي بنية أساسية ووسائل مواصلات حديثة وسريعة ورخيصة.. الي جانب أماكن لجذب الناس الي هناك..!!
الأفكار موجودة..منذ سنوات.. المهم أن نبدأ فعلا قبل فوات الأوان..!!