يسرى السيد
قنابل لكن من دخان في وجه نقابة الصحفيين!!
قلت علي مدي الاشهر الماضية ان هناك من يحاول صناعة الازمات وتصدير المشاكل للرئيس عبد الفتاح السيسي لعرقلة اي خطوة للامام واستطيع ان اقولها بضمير مرتاح ان هناك خلايا نائمة من الاخوان والفلول تحاول النيل من شعبية الرئيس الجارفة وتحاول الوقيعة بينه وبين فئات الشعب المختلفة والصحافة والاطباء والمحامين.. الخ
¼ الصحفيون يريدون ان يكونوا فوق القانون... الصحفيون صدقوا نفسهم انهم سلطة رابعة الصحفيون يريدون ان يكونوا دولة فوق الدولة... الصحفيون عايزين يكونوا علي رأسهم ريشة...!! جمل رنانة حاول بها البعض¢ شيطنة¢ الصحفيين ونقابتهم طوال الايام الماضية كي يكسبوا تعاطف الرأي العام من جهة. وليخسر الصحفيون ظهيرهم او اصحاب المصلحة الحقيقية من وجود صحافة حرة من ناحية اخري وتشكيك في صدق نوايا الصحفيين واهدافهم... طبعا ستنتهي المعركة اليوم او غدا. والمنتصر دائما هو الشعب والحرية...
بداية الكل علي يقين ان الصحافة والشرطة جناحان لا يمكن كسر احدهما او تقليم اظافر اي منهما في مواجهة الارهاب الآن او استقرار المجتمع ولايوجد دولة بلا اعلام او بلا شرطة... لكن السؤال المهم هل نحن في حاجة الي مثل هذه المعارك الآن؟... سؤال ظاهره حق ويراد به باطل... نعم لسنا في رفاهية هذه المعركة لان الوطن في خطر. لكن هل الصحفيون فقط عليهم ان يدفعوا الثمن وهل هم من صنعوا الازمة وهل يتحول المجني عليه الي جان؟...الكل تناسي الاسس التي قامت من اجلها هذه الزوبعة او قنبلة الدخان التي القيت في وجوهنا جميعا...اعرف ان الدخان سيظل في الاجواء فترة. لكن ماعلينا. فقد تعودنا في معاركنا الصحفية مثل هذا الدخان الذي تتفاوت كثافته من معركة الي اخري لكن لا يبعدنا عن الهدف.. وفي كل معركة يتساقط ورق التوت عن عورات البعض وتظهر معادن البشرمن حرارة المواجهات وتتجلي الوجوه الحقيقية بعد تساقط الماسكات. وللاسف لا يتعلم احد الدرس رغم تكراره.. مثل النائبة التي وقفت في مجلس النواب تصرخ: ¢الصحافة عايزة الذبح ¢وتشير لرقبتها؟
تعودنا في نقابتنا ان نخلع رداءنا الحزبي او الفكري خارج النقابة. لكن ليس معني ذلك التخلي عن قضايا الوطن وهمومه... فقد وقف الصحفيون في جمعياتهم العمومية ضد كامب ديفيد ايام الرئيس السادات ومازال موقفهم مع اتحاد كتاب مصر ضد التطبيع مع اسرائيل ولم يقل احد ان النقابة مسيسة... خرجت من النقابة اكثر من 11 مسيرة ضد حكم الاخوان وضد الرئيس الاسبق محمد مرسي وسقط 10 شهداء من خيرة الصحفيين في المواجهات والاحداث التي صاحبت ثورتي 25 يناير و30 يونيو ولم يقل احد ان النقابة مسيسة... غالبية الصحافة المصرية مع الرئيس السيسي قلبا وقالبا وخير داعم له قبل وبعد رئاسته لمصر ولم يقل احد ان النقابة مسيسة... وكل المعارك التي خاضها الصحفيون انطلقوا من كونهم لسان حال الناس... ورغم تعدد الرؤي كان الكل يقف تحت راية الحرية والتعدد صفا واحدا واصبح سلم النقابة اشهر هايد بارك في العالم الثالث بل لا اخفيكم سرا ان وزارة الداخلية كانت تصرح لبعض الفئات بالوقوف عليه حتي لاتنتقل الي مجلس النواب او مجلس الوزراء وآخرها كانت مظاهرات اصحاب المعاشات!!
¼ الصحفيون يريدون ان يكونوا فوق القانون قنبلة دخان اخري ... طب ازاي وهم غاضبون من عدم تنفيذ القانون الذي يشترط عدم دخول الشرطة او اي سلطة تنفيذية لمبني النقابة الرئيسي او الفرعي الا في حضور رئيس للنيابة ونقيب الصحفيين او من ينوب عنه. وعدم تنفيذ القانون هو سبب الازمة...لذلك يكون السؤال من الذي يريد ان يكون فوق القانون الذي منح مثل هذه الضمانات للاحزاب و حتي لمكتب اي محام فهل رغبتنا في تنفيذ القانون تتحول لعكسه ضمن سيناريوهات الشيطنة باننا نريد ان نكون فوق القانون!!واعتقد لو كانت النوايا صافية بلغة اهل بلدي كان يمكن
اخطار نقيب الصحفيين وقوة الشرطة امام النقابة وكان وقتها سيتم تسليم الزملاء حتي في ظل عدم وجود النيابة لان النقابة لا يمكن ان تتستر علي مجرم اذا كان مجرما ولا يوجد بيننا مجرمون لان الصحافة ليست جريمة من جهة.والزميلان متهمان حتي الآن.وهذه ليست الواقعة الاولي بل حدثت عشرات الوقائع المشابهة التي تأخر تسليم بعض الصحفيين المطلوبين للتحقيق حتي تضمن لهم النقابة العرض السريع علي النيابة في ظل وجود محامي النقابة وعضو من مجلسها ولم تتهم النقابة بانها آوت مجرمين.
پومع ذلك لم يحدث اقتحام للشرطة لمبني النقابة علي مر كل الفترات وكان آخرها منذ اسابيع قليلة. وهذا يعني ان النفوس ليست صافية بلغة اهل البلد.أوتعسف في استخدام القانون بلغة اهل القانون. او غياب للمواءمة السياسية بلغة اهل السياسة!!
¼ قنبلة دخان اخري..الصحفيون صدقوا نفسهم انهم سلطة رابعة بل وسلطة فوق السلطات رغم ان دساتير العالم تقسم السلطات الي 3 سلطات تنفيذية وتشريعيية وقضائية..نعم هذا حق يراد به باطل..لماذا؟ لانني اراها من الآخر كده هي السلطة الاولي وليست الرابعة.. كيف؟
پفي البداية وصفها الساسة والمفكرون بالسلطة الرابعة عن فهم واستيعاب.. يقصدون بذلك قوة الرأي العام.. التأثير فيه. والتعبير عنه والهدف منه خلق قوة ضغط علي السلطات الدستورية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائيةپ. لكي تفتح عينيها علي مصالح لم تكن تراها. أو كانت تتجاهلها لأسباب أو أهواء أو ظروف. أو لكي تنسجم سياسات السلطات الثلاث مع المزاج العام للجماهير.. وهذه هي مهمة السلطة الرابعة كما شاعت عن الصحافة في أواخر القرن الـ18. في بريطانيا وفرنسا.في أعقاب سلسلة من الثورات كانت تبحث عن نظام جديد. وكانت السلطات انذاك : الملك والكنيسة والبرلمان...الملك يقول أنه الثلاثة في واحد. و الكنيسة تعتبر نفسها مكلفة من السماء بالقانون. و البرلمان يؤكد أنه الممثل الشرعي الوحيد والمباشر للشعب.. وفي مواجهة تنافس الثلاث سلطات. كانت الجماهير في ذلك الزمان. موجودة معظم الوقت في الشوارع تفجر مشاعرها الثورية في كل اتجاه.. كانت ضد الملك. وضد الكنيسة. وأحيانا ضد البرلمان.. وهكذا لأول مرة ظهرت عبارة ¢السلطة الرابعة¢ التي تستطيع أن تفرض علي الملك والكنيسة والبرلمان. ما تريد. تفرض عليها جميعا مشيئتها. بقوة الشعور العام..وفي أواخر القرن 18. ربط الكاتب والمفكر السياسي البريطاني. وليام هازليت عبارة ¢السلطة الرابعة¢ بالصحافة. أثناء تواجده داخل البرلمان. يتابع المناقشات. والتفت فلمح مندوب جريدة. وكانت الجرائد يومها في نظر السلطات الثلاث التقليدية ـ الملك والكنيسة والبرلمان ـ أوراق تهييج وإثارة..والتفت ¢ وليام هازليت ¢ إلي صديق يجلس إلي جواره. وقال مشيرا إلي مندوب الجريدة ¢ هذا هو ممثل السلطة الرابعة ¢..
هذا ماتذكره المراجع عن اصل التسمية.. وفي مصر عنما اراد الرئيس انور السادات ان يغازل الصحافة قبل التصادم معها في دستور 1971 وصفها بالسلطة الربعة علي غرار بريطانيا والدول الغربية... ومع ذلك اجدني مختلفا مع هذا التراث الفكري واقول ان الصحافة ليست سلطة رابعة بل هي السلطة الاولي.. لماذا؟
لانها لسان الشعب وهو السيد ومصدر السلطات ولا يعقل ان يكون لسان الشعب وضميره وعينه ووجدانه وقلمه درجة ثانية او ثالثة او رابعة. بالاضافة إلي ان الصحافة تراقب اداء السلطة التنفيذية وتكشف اخطاءها وتنير لها الطريق بفضح ¢المطبات¢ وأوجه العوار والفساد حتي نصل جميعا للهدف الذي يريده الشعب... و الصحافة تراقب اداء السلطة التشريعية وتتابع اداء اعضائها وتقدم لهم هموم الناس ومشكلاتهم حتي يتم استجواب الحكومة لحلها وتطرح للحوارات المجتمعية كل مشروعات القوانين قبل مناقشتها واقرارها لتنفذها السلطة القضائية بعد ذلكپ. والصحافة هي السند والظهير الشعبي امام القضايا الصعبة قبل الحكم فيها امام القضاء... فكيف تكون الصحافة بعد ذلك في مرتبة تالية لسلطات تراقبها وتقوم اداءها وتقيمه وتطرح افكارا لقوانين تنفذها السلطة القضائية بعد اقراراها من السلطة التشريعية بل وتكون سببا في رحيل حكومات اوحل برلمانات او خلع انظمة؟... الم اقل لكم انها هي السلطة الاولي وليس السلطة الرابعة!!
¼ قنبلة دخان جديدة.. الصحفيون يبتزون الحكومة.وتصويرنا علي اننا اعداء الوطن عندما استعانت الداخلية بالمواطنين الشرفاء من عينة ام محمد وخالتي فرنسا والمعلم حكشة وصبيانه البلطجية لتأديب الصحفيين وحصارهم بالالفاظ النابية وسلوكياتهم المعروفة... ومع ذلك اريد ان اوضح بعض الامورواطرح بعض الاسئلة لعلها تفسر ما وراء الغبار واصل الحكاية:
¼ فهل المسألة فقط تنحصر القبض علي صحفي عضو نقابة واخر متدرب قبل ساعات من اليوم العالمي لحرية الصحافة ووسط اجواء احتفالات النقابة بمرور 75 عاما علي تأسيسها...ام كسر هيبة الصحفيون باقتحام نقابتهم. يعني الحكومة امضت شم النسيم في الجونة والداخلية اخذت الصحفيين علي خونة في سابقة لم تحدث من قبل.. ام ان المسألة هي:
¼ ¢التعليم ¢ علي نقابة الصحفيين بلغة المواطنين الشرفاء بكسر هيبتها لان سلمها اصبح مزعجا وفوق درجاته تنطلق موجات الصداع للحكومة وكان آخرها ماحدث يوم 15 ابريل في التظاهر بشأن تيران وصنافير!!
¼ مجرد هوجة يتم شغل الرأي العام بها عن اي قضايا اخري مثل تيران وصنافير
¼ انهاك الصحفيين في هذه المعركة ¢الهشة¢ حتي يستنفذوا قوتهم ويخسروا الرأي العام في نهايتها بعد ¢شيطنة ¢صورتهم ويتم استقطاب مجلس النواب ضدهم حتي يتم تمرير قانون الصحافة والاعلام كما تريده الحكومة وليس كما يريد الصحفيون.
هذه سيناريوهات قد تكون صحيحة او خبيثة أو مبالغاً فيها. لكن النتيجة ان من اراد ان يخرج منتصرا منها خسر.
.. بل واقولها بكل اسف الكل سيخرج منها خاسرا وليس متعادلا.
¼ قنبلة دخانية جديدة قديمة..الصحفيون علي رأسهم ريشة. بدأها الرئيس الاسبق حسني مبارك ومازالت. اقول بكل تواضع وثقة في آن واحد. ليست ريشة واحدة بل مليون ريشة منحها لنا الشعب لنكون صوته. تاج صاحبة الجلالة توجنا به الشعب. فمن يريد منكم قصقصة ريشنا او نزعه ليذهب للشعب ليستأذنه لانه صاحب هذا الريش!!؟..لكن پلي عتاب بسيط لهؤلاء هل سمعتم يوما الصحفيين يطالبون بمطالب فئوية لزيادة الاجور مثلا حتي نتهمهم بذلك..
هل تعرفون ان الصحفيين اللي بيقولوا علي راسهم ريشة مرتباتهم تحتل المرتبة الـ 32 في مصر ومرتب امين الشرطة ضعف مرتب بعض رؤساء التحرير ونواب رؤساء التحرير في الصحف القومية الذين يعملون منذ اكثر من 30 عاما في مؤسساتهم. هل تعرفون ان مرتبات هؤلاء نحو 4 الاف جنيه في الشهر وهو مرتب لا يتقاضاه شاب في بنك او شركة بترول او في الجامعه.. الخ.. وتقولون علي رأسنا ريشة... نعم هي مليون ريشة لاننا نتحرك بكرامتنا وهيبتنا. فقد لا يكون الواحد منا في جيبه بضعة جنيهات ويقف امام الجميع كأنه ملك ملوك العالم لان في يده قلماً ووراءه شعباً عظيماً!
والسؤال الاهم اننا حين نطالب بالحرية لا نطالب بها لانفسنا بل للشعب الذي نعبر عنه بمعرفة الحقيقة مهما كانت المتاعب للدرجة التي اطلقوا عليها مهنة البحث عن المتاعب لانها تكسب الصحفي كل يوم عدوا جديدا انطلاقا من ان قول الحقيقة لم يترك لي صاحبا!!
وعندما نقول ان نقابة الصحفيين قدس الاقداس لقلعة الحرية لايجوز اقتحامها نكون صادقين لانها انتقلت من كونها مبني الي معني شامخ. فالاماكن والمدن والمناصب والاشخاص يكتسبون مكانتهم وقداستهم من المعني والقيمة. فالجهل كل الجهل ان ينظر البعض علي ان المباني كلها تتساوي لانها مجرد حوائط مصنوعة من الطوب والاسمنت!!