فاجأني صديق عزيز بسؤال أعتقد أنه غريب للغاية.. حينما قال لي.. إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن علي الملأ في خطاب موجهاً حديثه لكل مسئولي مصر أن من لا يستطيع أن يعطي ويسابق الزمن عليه أن يتقدم باعتذار؟!.. وسؤالي هنا: كم مسئول تقدم باعتذار حتي الآن؟!!
قال: بالطبع.. ولا مسئول تقدم باعتذار.. أي أنهم جميعاً علي قدر المسئولية ويقدمون أقصي جهدهم للبلد.. والطبيعي هنا أن مصر تكون في مصاف الدول المتقدمة.. أو علي الأقل بدأت مشاكلها في الحل!!
قلت له: سؤالك غريب للغاية.. فنحن في بلد لا يستطيع أي مسئول أن يملك شجاعة الاعتذار عن عدم الاستمرار.. أو علي الأقل الاعتذار في المرحلة الحالية وأنه يمكنه أن يعمل في مرحلة قادمة!!
قال: وما الحل؟!.. فإذا كانوا كلهم علي قدر المسئولية.. فلماذا لم تتقدم مصر؟!.. وإلي متي الصبر ونحن نري أن الخسائر والمشاكل تزيد في كل المواقع وفي جميع المجالات؟!!
فأكدت له أن الصبر مطلوب حقاً.. ولكن بالطبع سنصل إلي مرحلة الحساب لتشمل كل المسئولين ووقتها لن ينفع الندم.. وأتصور أن مرحلة الحساب أصبحت قريبة جداً.. لأننا نعلم أن زمن عدم المحاسبة انتهي وبدأنا زمن العمل الجاد والشاق وأيضاً المحاسبة.. فلا تقلق يا صديقي!!
فنظر لي وقال: أتمني أن يكون كلامك صحيحاً.. حتي نوقف قطار الخسائر الذي ينهال في جميع المجالات لأن بعض المسئولين ليسوا علي قدر المسئولية وتصوروا أن المناصب مجرد سكرتارية ومرسيدس وأموال يتم جنيِّها دون أدني التزامات!!
ودعت صديقي مؤكداً له أن البعض مازال يعيش في الزمن الماضي ولا يتصور أن هناك حساباً.. بل وحساباً عسيراً.. وهذا ما نحذِّر منه.. ولكن البعض كما تقول يردد أنه فوق المحاسبة!!