الجمهورية
منى نشأت
حكاية .. وفاء
حرص الكبار علي صحبته في هذا اليوم.. الكل حضر ليشاركه "حكاية سناء".. انها سناء جميل تلك الفنانة التي ترد صورتها علي البال كلما سمعنا جملة الزوجة الثانية.. فكم أتقنت حالة حفيظة حتي كدنا نتعاطف معها.. وكما كانت متمكنة في دفعنا لكراهية ظلمها للشر.. في لحظات ونظرات وتحركات كرهنا ظلم الزوج لها.
وهل يستطيع أحد نسيان "نفيسة" في فيلم بداية ونهاية.. كيف جمعت بين كل الخير لأهلها وسقطت بهم في الوحل.. ومشهد اصطحاب أخيها لها ليأمرها بأن تلقي بنفسها في النيل.. وانت لا تعرف هل تبكي منها أو عليها انها فنانة الشخصيات المركبة.. المكتظة بالثراء.
يا أولاد .. فضة
بشكل شخصي تحضرني المعلمة فضة في مسلسل الراية البيضاء.. كثيرا جدا في كل يوم وساعة.. أتذكرها وأولادها الطبيب والجامعي.. حصلوا علي أعلي الشهادات والسيارات وفي البنوك حسابات.. لكن لهم أخلاق رديئة.. وكلما رأيت طالبا أو أي صاحب مهنة يتصرف بلا إنسانية ويجيد حياة غوغائية.. لا مبادئ ولا مثل.. ويعيش حياة التسلق فوق الأكتاف.. ورياضته المفضلة "اللي تغلب به .. العب به".. أقول واحد من أولاد فضة المعداوي.. أكثر ثراء وأقل امتنانا.. عرفانا.. إحساسا.
رجل و.. أصيل
تستحق النجمة كل التقدير.. لكن حكايات الحياة تؤكد أن الرجال ينسون سريعا.. وذاكرتهم في الغالب مع تضحيات الزوجة لا تزد علي ذاكرة ذبابة عمر قدرتها علي التذكر ثانية أو فيمتو.. تعقب نهاية عطاء.
لذلك سألت نفسي كثيرا لماذا احتفي الزوج بزوجته بعد رحيلها.. وأقام لها ميلادا بعد وفاتها. ربما لأنه الكاتب الراقي لويس جريس.. الصعيدي الأصل.. لذلك جمع الجمع وجلس يروي مآثر.. ولم يقعد علي قهوة ليشرح عيوب زوجه لينال شفقة زائفة أو امرأة أخري متحفزة طامعة في رجل مؤهلاته ضعف يغلفه ورقة بنكنوت وهو مطلب كثيرات والمعروض منه كثير.
عندي سؤال
ونخرج من فيلم ورمز.. إلي سؤال علي لسان كثيرات.. لماذا يذكر الزوج زوجته بالخير.. ربما أخذت بيده في بداية طريقه وصلبت عوده وهو يتعثر.. كانت لها أسرة وأهل فأخذته من دائرة أبوحلموس إلي الناس المحترمة.
كانت أكثر تميزا ولم تتوان لحظة في نسيان شأنها وهيبتها لتهبه قدرة أمام الجميع مع محاولات مستميتة لأن تغلغل الفكرة نفسها داخله.. انه الرجل.. وهي راضية.. قانعة.. مكتفية بالأنثي.. التي تسعي لمنح كل شيء.. دون من ولا.. سلوي.. تغني مع الست "إنني أعطيت ما استبقيت شيئا".. وتشطب علي مقطعها "الأول أعطني حريتي أطلق يديا".
ربما كانت الزوجة فاتنة الحي إلا انها لم تلتفت يوما لزمار ولا استرقت السمع لكلمة حلوة ولو حرمت منها علي الاطلاق.. عرفت برغبة الكل ولم ترغب إلا في جدران بيتها. ساندت ودعمت وشقيت وتعبت ليرتفع هو.. وحين أقام أول دور القي بها من الشباك.. مع شنطة من هراء وإدعاء.
بخت
لم يسعدني الحظ لأشاهد حكاية سناء.. لكنها حكايات سردت مآثر نساء.. لكل روايتها وعذاباتها وتساؤلاتها واندهاشاتها.. وحسرتها..وترحماتها علي أموات..وانحناءات لأحياء الرجال.
وفيلم أحمد الله انني لم أعايشه.. فقد قلب علي كل صاحبة حكاية حكايتها.. ومع دعاء الرحمة نطقن يا بختك.. يا سناء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف