الرأى للشعب
كلير نصيف
الحب لا يعرف عمرًا !

كم كنت أعتقد وأنا في فترة الشباب الأولي أن الحب لا يستطعمه ولا يتلذذ به إلا الشباب فقط.. لكن بعد أن كبرت قليلا وصرت امرأة ناضجة واحتككت بأناس من جميع الأعمار تيقنت أن الحب هو الإكسير السحري يأتي ويقتحم حياة الإنسان في أي وقت من الأوقات سواء كان شابا صغيرا في مرحلة النضوج الأولي أو وهو شاب فتي يافع أو وهو رجل في مرحلة النضوج الحقيقي أو حتى وهو في مرحلة الشيخوخة.

ما أجمل المحبين وهم يتجاذبون سويا أطراف الحديث.. إنك تجد الوقت يمر سريعا وتجد أن عينيك تنفذان من خلال عينيه وتتجول وتصول في أنحاء جسده كله وكأنك تري قلبه ورئتيه وكبده وكل أحشائه. وأيضا تسبح وأنت مستمتع في دهاليز عقله وتتعرف علي كل شاردة وواردة في رأسه .. وقتها تشعر بشعور المخدر وهو يسري في جسدك كله ولا تستطيع أن تحول نظرك عنه وتريده أن يستمر ويستمر في الحديث معك إلي ما لا نهاية وهل هناك غير الحب يفعل بالإنسان مثل كل هذه الأشياء؟

وقتها نجد من لا يعيش في قصة حب جميلة يصرخ ويقول من كل قلبه: ابتعدي عني أيتها الأيام الثقيلة ابتعدي أنا لا أريدك.

فأنا لا أجد فيك يا أيتها الأيام المملة راحة بل أراك مرآة مغبشة أواجه بها وحدة روحي وشتات عقلي .. من هذا الذي قال إن الوحدة متعة إنه مجنون أو معتوه أو معقداً.. كيف بالله يراك يا أيام الحب الجميلة هكذا لست أدري من هذا الذي قال إن عدم الحب راحة ؟ أبداً أنا أراه إرهاق وهراء.. أتلهف علي ما يشغلني ويجبرني أن ألقي بنفسي معه في دوامة من الإجهاد. ووقتها أستريح ويريحني.. أدور وألف في ساقية.. الحركة تلهيني عن ملمات الحياة ومللها.

الحركة مع من أهوي وأعشق فرحة.. حتى زحمة الحياة وتوقف حركة المرور وأنا بجانبه أراها موسيقي تعزف أحلي سيمفونية تسمعها أذناي.

إني أفضل ألف مرة دوامة الحب مع الحياة.. أريد أن أتوه مع من أحب وأعيش في جنة العشق المجنون التي تأخذني بعيداً بعيداً عن ذاتي وترفعني عالياً عالياً عن حياتي .. ما أحلاك يا حب وما أجملك يا من أحب .. أراك أجمل إنسان علي وجه الأرض وأشعر بك وكأنك روحي التي أعيش بها ومن أجلها..

لك عمري.. لك قلبي وعقلي أفرح وأمرح بهما لأنني وهبتك إياهما ولأنني أنا الأخرى عاشقة لعمرك وحياتك وقلبك وعقلك.. حتى كلماتك ولغتك الجميلة تعلمتها وصرت أنطق بها مثلك تماماً.

اذهبي يا أيام البعاد.. و ضمينا يا أيام الوصال واحتضنينا يا أيام القرب واللقاء واجمعينا دائماً.

حبيبي كم أحبك.. كم أهواك.. إن بعدك عني هو الداء وقربك مني هو الدواء والشفاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف