الرأى للشعب
جيهان عبد الرحمن
أنا خايفه أكتب

كلما ضاقت واستحكمت حلقاتها أتذكر كلمات من التراث الشعبي تقول بحلم بيوم أشوف براد يغنى فوق الراكيه وأشوف الدمع بيودع عيون باكيه.. ودموعي هذه المرة على مؤسسات الدولة التي تتناحر وتستقطب وتعادى بعضها البعض وتجيش الناس وتستخدمهم دروعا فى حرب خاسره لا فائز فيها بل الخسارة من نصيب الجميع.

وبدلا من أن تكون الداخلية والإعلام أصابع فاعله فى كف الوطن يتم استخدامهما للأسف الشديد فى فقء عين الوطن أو على الأقل إثارة مواجع وعواصف ترابية ساخنة ينعدم معها الرؤية الصحيحة ، يخشى العاقل إعمال عقله حتى لا يتهم بالعمالة والخيانة وتلك تهم سابقة التجهيز كلما اختلفت وجهات النظر، وكأننا نشاهد فيلم فوزيه البرجوازية الذي كتبه الصحفي العبقري احمد رجب وقام ببطولته صلاح السعدنى وإسعاد يونس حيث سكنا الحي الشعبي البسيط وحين دب بينهما والجيران خلاف استغله المنتفع المتسلق ليدب الشقاق وتنقسم الحارة إلى اللونين الأحمر والأبيض رمزا للكرملين والبيت الأبيض، حتى الزوجين انقسما على بعضهما البعض، وتحدث الحلاق عن البرجوازية وتحدثت بائعة الخضروات عن الديموقراطيه باعتبارها كفر من عمل الشيطان.

تذكرت أحداث الفيلم وانا أشاهد صور المواطنين الشرفاء يسبون الصحفيين فى محيط النقابة ودعوات تحريضية عبر الفيس بوك لحرق النقابة بمن فيها بلا استثناء ، والبسطاء الشرفاء الغلابة زج بهم وكأننا فى فيلم خالتي فرنسا، وكأننا لم نتعلم اى شيء نفس الأدوات نفس المنهج المرفوض رغم أن الجميع خاسر ومدان أيضا.

أخاف اكتب أن نقابتي ربما تم اختطافها بالفعل وتحكم فيها تيارات تعبر عن نفسها فقط مثل الاشتراكين الثوريين و6 ابريل والإخوان، وان النقيب الأستاذ يحي قلاش خاف أن يستجيب لصوت العقل أحسن ياكلوه كما قال بالحرف لأسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، فإذا خاف النقيب ذاته أن يأكلوه وهو النقيب فماذا هم فاعلين بى وانا صحفيه لا حول لي ولا قوة انتظر راتبي والبدل الذي أعيش منه لا فوقه ولا تحته بل وباتت تلاحقني اللعنات لأني انتسب لمهنة أعشقها وأدين لها بالولاء.

نعم النقيب ومجلسه وجموع الصحفيين اتخذوا قرارات حاسمه موجعه صارمة قل ما شئت لكنها لن تفيد شيء إذ غاب عنها صوت العقل والحكمة ،وباتت وكأنها تدافع عن كرسي النقيب أكثر مما تدافع عن كرامة المهنة، تشعبت المطالب لترضى جميع الإطراف والأطياف حتى تضمنت بند يشبه إلى حد ما طلب خاطف طائرة الغردقة إلى قبرص و الذي قيل عنه أنه مختل عقليا وهو الخاص بالإفراج عن بعض المتهمين الإخوان ، وكان هناك مطلب أخر بقائمة سوداء للمخالفين فى الرأي والرؤي.

قرارات تصعيديه لسان حالها يقول والله زمان يا سلاحي وها نحارب ، وتناسى الجميع أننا جميعا فى مركب واحد ، صحيح أن الخطأ بدأ من الداخلية، وأعلنت وما زلت أعلن رفضي لاقتحام النقابة رغم الخلاف حول مسمى اقتحام أو دخول ، المهم انه لا يوجد تنسيق بين الجهتين ،وهناك عند متبادل وربما تصفية حسابات وتجاوز، وأن الداخلية تصطدم بالنقابات المهنية الواحدة تلو الأخرى وتصدر مشاكل للمجتمع بشكل مستمر ،ولكن أيضا النقابات لا تقوم بدورها وتم تسييس أكثرها ويكفى أن صورة المتهم بقتل الحسيني أبو ضيف رفعت فى النقابة ضمن سجناء الرأي ..! ثم أي منطق هذا الذي يسمح لقناة الشرق الاخوانيه بالبث المباشر لفعاليات اجتماع النقابة.. !

الجميع مخطئ ولم يسمع اى طرف منهما لصوت العقل والحكمة ، غابت المصلحة العامة عن الجميع وسمع فقط صوت الغضب عاليا جليا واستخدمت كل الوسائل الشريفة وغير الشريفة وكأننا فى معركة شوارع أن لها أن تتوقف فورا ، من الجانبين ، انا مع نقابتي وأساندها وأنتصر لمهنتي التي أعتز بها لكنى اختلف مع أسلوب أدارة الاذمه وأحسب أنه ما زال لدينا الوقت لسماع صوت العقل ، لكنى اخشي أن يأتي الوقت الذي نخاف فيه أن نكتب ليس من جور سلطة ظالمه تقصف الأقلام لكن من إرهاب فكرى وتصنيف جائر يمارسه البعض لأننا اختلفنا معهم فى وجهات النظر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف