الرأى للشعب
محمد يوسف العزيزى
اصرار هدم الوعي المصري!

كتب سعد الدين إبراهيم مقالا نشره في المصري اليوم الأسبوع الماضي تحت عنوان ( خرافة هدم الدولة المصرية ) كلاما يستوجب الرد عليه ليس بسبب أهمية كاتبه ولكن بسبب التدليس والتلبيس والإصرار علي تغييب الوعي المصري وهدم ثوابته الوطنية ، والحقيقة أن الرجل وهو أستاذ اجتماع سياسي مارس أدوارا ملتبسة ، وكان - وما زال - العراب الأول للجماعة الإرهابية والذي يصر إصرارا عجيبا وغريبا علي طرح مبادرات مشبوهة سرعان ما يتملص منها مدعيا أنها من بنات أفكاره ولصالح الوطن وليس لشيء آخر متسترا وراء جلده السميك فلا يشعر بردود الفعل علي ما يطرح ولا يعبأ بالمحافظة علي صورته أمام الرأي العام المصري ، ويبدو أنه يعتز ويزهو بدوره وهو يمارس حالة من الخرف المتواصل .. هكذا هم أصحاب الجلود السميكة !

إبراهيم كتب يقول : ( نُخالف الرئيس السيسى حينما يُحذر مراراً وتكراراً من هدم الدولة المصرية، ويُردّد أركان نظامه نفس الأسطوانة ) .. عالم الاجتماع السياسي يري أن التحذير لا محل له من الإعراب ومبالغ فيه لأن أعداء مصر التقليديين صاروا أصدقاء ( بريطانيا وأمريكا ) بل يتسابقون لدعم مصر اقتصاديا بمليارات الدولارات .. كلام يحتاج إلي ضبط ومراجعة ! ويضيف (وحتى إسرائيل، لم تر مصر منها أي سلوك عدواني ظاهر ) وهذا أيضا كلام يحتاج توضيحا ومراجعة !

المهم أن إبراهيم أراد أن يدس السم في العسل ويمرر كلمات يصر بها علي تغييب الوعي المصري فقال ( فحتى جماعة الإخوان المسلمين، التي حكمنا منها واحد، هو د. محمد مرسى، لم تدع إلى هدم الدولة المصرية، ولم تحاول هدمها ) .. سعد يريد تقديم صورة جديدة للجماعة يزيل بها الصورة القديمة التي رسخت في الوجدان المصري والتي من أجلها استشعر الشعب المصري الخطر الداهم علي الدولة المصرية فقام بثورة 30 يونيو لإعادة بنائها من جديد .. طريقة خبيثة يستخدمها سعد الدين لهدم الوعي المصري !

الأهم أن سعد ذهب إلي منطقة تشكل عقيدة راسخة عند المصريين لم يستطع كائنا ما كان أن يغيرها أو يقترب منها غير أعداء هذا الوطن من الخارج أو الداخل ، والعدو يبرر لنفسه ما يقول ويلوي عنق الحقيقة حتى وإن كانت كالشمس في كبد السماء ! غير أن سعد أتي بما لم يأت به شياطين الجن والأنس ، ولا خطر علي قلب مصري واحد يحب هذا الوطن وينتمي له ، ولم يسبقه إليه أحد من قبل .. تفكير الشياطين يتواضع أمام ما أتي به سعد .. !

سعد شطح بعيدا فقال بالنص في مقال الإفك ( نعم، يمكن لشخوص مَن تتكون منهم الحكومة، بمن فيهم رئيسها أو كبيرها أن تتغير، أو حتى تسقط، ولكن ذلك لا يعنى لا سقوط الوطن، ولا سقوط الدولة ) .. ثم يدس السم بهدوووء بعد حقنة تخدير تاريخية فيقول (ومن احتلوا مصر من خارجها فى أزمان سابقة، من الهكسوس إلى الإنجليز، أرادوها كاملة، بإدارتها وسُكانها وخيرها. والبعض يعتبر أن الجيش المصري هو آخر قوة احتلال لمصر فى القرن الحادى والعشرين. ولن يقتنع هذا البعض بغير ذلك، إلا حينما يكون الجيش خاضعاً لسُلطة مدنية ) .. هنا بيت القصيد ، وهنا يصر سعد علي هدم الوعي المصري ومن ثم هدم الدولة المصرية .. سعد يصف الجيش المصري بالمحتل وأنه آخر قوة احتلال لمصر .. قطع لسانك .. الجيش المصري الذي يتكون من الشعب المصري يحتل مصر .. جديدة دى يا سعد .. سحر أسود من نوع جديد .. سعد يساوي بين الهكسوس والاحتلال الانجليزي والجيش المصري في احتلال مصر .. ! سعد يريد بوضوح هدم الدولة والطريق الوحيد هو هدم الجيش المصري بعد أن فشلت مبادراته المشبوهة ..

المؤامرة لن تتوقف، وأدواتها وطابورها الخامس لن يعدموا الوسائل الجديدة والمبتكرة، وجلودهم السميكة لن يعالجها غير السلخ !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف