الأهرام
حسن المستكاوى
المركز الرابع بطولة ثالثة ..!
السباق على الدرع كما كان منذ مائة عام بين الأهلى والزمالك!

البقاء فى دورى الأضواء ظل بطولة تستحق الإحتفال والمكافأت .. ثم أصبح الهبوط قدرا..!



قال الهولندى فان جال مدرب مانشستر يونايتد الثلاثاء الماضى: «سوف أحتفظ بوظيفتى إذا دخل الفريق دائرة الأربعة وفاز بالكأس». ومبدئيا هو تصريح صعب على مدرب كبير وشهير، لكنه «كلام عمل» وصادق، فهو يدرك أن النادى يتفاوض مع البرتغالى مورينيو مدرب تشيلسى الأسبق (هناك أنباء عن تفاوض الإتحاد الأندونيسى لكرة القدم مع مورينيو لقيادة المنتخب).. ولم تعد ظاهرة أليكس فيرجسون الذى تولى قيادة يونايتد لأكثر من 20 عاما قابلة للتكرار ، نظرا لأهمية النتائج ، ولتأثير تلك النتائج على التمويل والمشاركة فى البطولات القارية .. فقد أصبحت فرق كرة القدم تبحث عن نجاحات خارج حدودها.. وقد خرج مانشستر يونايتد من سباق المركز الرابع ، وتعرض الفريق لغضب جماهيره .

السباق على المراكز الأربعة هو صيحة اللعبة الآن. ولا أبالغ إذا وصفته بانه بات بطولة بحد ذاتها ، تغوى وتغرى العديد من الفرق والمدربين . فالبطولة الأولى هى الفوز باللقب والدرع ، والبطولة الثانية هى البقاء فى الدورى الممتاز والنجاة ، مجرد النجاة من الغرق ، لمن يعرف فن العوم .. فقديما كانت الفرق تلعب على المركز الأول ، وتلعب على عدم الهبوط . واخترعت الكرة المصرية منطقة ثالثة تسمى المنطقة الدافئة، فلابطولة ولاهبوط .وجعلها البعض جائزة تستحق ميدالية ومكافآت . تماما كما باتت التجارة بالبقاء مساوية للكفاح من أجل البطولة .

وهذا تغير قليلا الأن. فالفرق ترغب فى جائزة اللعب القارى، فى بطولتى إفريقيا. والأربعة الأوائل يفوزون بهذا الحق، وربما بحق المشاركة فى بطولة الأندية العربية التى ستعود.. وقد يكون الحافز المادى مغريا لفرق من المشاركة الإفريقية ، ولكن هناك حافز الانتشار والتوسع القارى ، وتسجيل اسم الفريق على مستوى إفريقيا ، والتحليق خارج الحدود دون الاكتفاء بالمحلية وألفت الأنظار لمن فاته الإعلان إلى أن الأمير خالد بن تركى رئيس الإتحاد العربى لكرة القدم كان أعلن منذ فترة عن عودة بطولات الأندية العربية فى نوفمبر المقبل بمشاركة 9 أندية بواقع 4 فرق من أسيا و4 فرق من إفريقيا ، بجانب الفريق المنظم للبطولة . وستحظى الفرق بجوائز مالية ضخمة ، فيحصل الفائز باللقب على ثلاثة ملايين دولار

ولاشك أن الجائزة مغرية، لكن السؤال المهم هنا: هل تقبل الأندية العربية على المشاركة؟ وهل تسمح أجندة الارتباطات القارية والدولية للأندية والمنتخبات بمشاركة عربية واسعة فى البطولة ؟

لأسباب كثيرة أؤيد البطولات العربية ، وقد فعلت ذلك قبل أن ترفع راية الصناعة والمال والاستثمار فى كرة القدم . لكنى أعتقد أن الأندية فى وطننا العربى ، تبحث عن الجوائز الأدبية التى تحقق كبرياء أنصارها ، مثل بطولات القارة بقدر مايهمها الفوز بالجوائز المالية .كذلك هناك أجندة مشحونة بالمباريات المحلية والأسيوية والإفريقية بجانب ارتباطات المنتخبات . فالأمر لم يعد كما كان الحال حين تأسس الإتحاد العربى لكرة القدم عام 1976 ..

الدورى المصرى يشهد منذ سنوات هذا السباق على المراكز الأربعة ، وأجزم أن المركز الرابع تحديدا هو مربط الفرس . فالصراع بين خمسة فرق على الأقل، وهى الإسماعيلى، وسموحة ووادى دجلة ، والمصرى، والداخلية ومصر للمقاصة. وقد تتسع دائرة المركز الرابع ليحاول دخولها من أى ثقب، الإنتاج الحربى وبتروجيت . وهو سباق عنيف فيه لعبة كراسى موسيقية متغيرة كل إسبوع تقريبا.. أما سباق القمة فهو مازال تقليديا كما كان منذ مائة عام بين الأهلى والزمالك.. وتحديدا منذ أن بدأ الفريقان فى الفترة من 1914 إلى 1917 فى مواجهة فرق الجيش الإنجليزى. وقد يحسم الأهلى سباق هذا الموسم سريعا، بينما السباق الثانى الذى ماكان يسمى بصراع الهبوط أصبح قدرا بالنسبة لغزل المحلة وحرس الحدود.. فهما فى الطريق إلى كهف الدرجة الثانية.

لكن الدورى المصرى أصبح قويا بالتأكيد وتغيرت خريطة مبارياته، ونتائجها، فمنذ أن بدأت المسابقة، وحتى نهايات القرن العشرين، كان الجمهور والخبراء والنقاد يتساءلون قبل مباريات الفريقين الكبيرين : بكم هدف يفوز الأهلى أو الزمالك؟ وبات السؤال الأن: هل يفوز الأهلى والزمالك؟ وهذا تغير مهم وله دلالات، فلم تعد قاعدة السمك الكبير يأكل الصغير سارية فى بحر الكرة المصرية.. لم تعد الفرق الأخرى مجرد جسور يعبر عليها الأهلى والزمالك.. وصحيح هما الأكثر فوزا والمحتكران للألقاب، لكن نتائج مباريات كثيرة لم تعد مضمونة لهما ..

فقد أدركت الفرق الأخرى أن لاعب الأهلى أو الزمالك يمكن أن يرتبك ويتراجع إذا تعرض للهجوم والضغط ، فهو تربى بالتاريخ وبالنتائج على أنه فقط الذى يهاجم وفقط الذى يبادر وفقط الذى يسجل وفقط الذى يفوز.. وقد تغير ذلك !

وجهات نظر ..

( 1)

>> فاز الزمالك بما يقرب من 17 مليون جنيه، وب 15 % فى حالة بيعه من بازل لفريق أخر، وفاز عمر جابر بتجربة احتراف ثرية. لكن الزمالك خسر مفتاح لعبه الأول . وضحى بذلك من أجل رغبة لاعبه . فعمر جابر ظهير مدافع وجناح مهاجم، ولاعب وسط صانع ألعاب ، وله دور تكتيكى بتحركاته ، كما أنه هداف.. وكل فريق عنده مفتاح لعب أول. فهو حسام غالى ثم عبد الله السعيد فى الأهلى . وعمر الوحش فى الإسماعيلى وقد كان حسنى عبد ربه . ومالودا فى وادى دجلة.. وحسام باولو فى سموحة..

( 2)

>> تأهل 110 لاعبين ولاعبات إلى دورة الألعاب الأوليمبية فى ريو دى جانيرو. والجديدهو تنوع اللعبات. ألعاب قوى. جمباز. تايكوندو. سلاح. السباحة . المصارعة. رفع الأثقال. الملاكمة . الكرة الطائرة. القوس والسهم. الدراجات . الفروسية. الكانوى والكاياك . الخماسى الحديث. تنس الطاولة. الشراع. التجديف .وهذا التنوع فى اللعبات إنجاز حقيقى . لكن قبل انطلاق الدورة الأوليمبية من الضرورى أن ندرك أن فى دورة لندن الأخيرة حصل 900 لاعب ولاعبة على ميداليات من ضمن عشرة آلاف شاركوا. فهل كان عدم حصول تسعة آلاف على ميداليات سبة فى الجبين؟

قبل ريو دى جانيرو نحتاج إلى تعريف جديد للتمثيل المشرف .. ماهو؟ وماهى المعايير؟ ولكى نعرف علينا أولا أن نعلم المستويات الأوليمبية والعالمية..

(3 )

>> «كلير فونتاين» .. اسم المعهد الفرنسى لكرة القدم الذى خطط وصنع نهضة الكرة الفرنسية منذ 40 عاما, وتخرج من هذا المعهد نيكولاس أنيلكا، وتيرى هنرى ، وساها، وكان يديره إيمى جاكيه ، وعمل به ميشيل هيدالجو. صاحب نهضة منتخب فرنسا . والمعهد عبارة عن غابات وملاعب ويتدرب به 9 منتخبات فرنسية . ويعد مثل جامعات أكسفورد وكامبريدج , وهارفارد .. أين المعهد المصرى المماثل ؟ أين كليو فونتاين المصرى ؟ هل هو مركز تدريب الفرق القومية فى 6 أكتوبر .. هل يحب المنتخب الأول أن يتدرب ويقيم به ؟ ومن هو مديره؟ وماهى الدراسات التى تقام فى أروقته وصالاته ؟

أشعر أن عندنا موقعا ومساحة ومبانى مهدرة ، كأنها تكية ولانستفيد منها ، ولانطورها ، ولانراها مثل جامعة لكرة القدم.. مسئولية من تلك ؟!

(4 )

>> كلما حقق فريق مصرى فوزا مسروقا أو تافها مصحوبا بعرض متواضع , نجد مدربه يقول: «النقاط الثلاث أهم من أى شىء». وفى هذه الأيام أجد أن كثيرا من المدربين الفائزين يرددون نفس الجملة , وبعض هؤلاء من المدربين الأجانب باعتبار أن المستوى الجيد ليس هدفا مهما. وهم لايجرؤون على قول هذا التصريح الفارغ فى بلادهم.. أما الذين خسروا من المدربين , فهم يقولون : «لعبنا أفضل.. والحظ أو الحكم هزمنا».. وقليلون يقولون: «هم كانوا أفضل منا».. فى إشارة إلى تفوق المنافس حتى لو كان خسر.. حلو الصدق ..!

( 5 )

>> قرأت فى مجلة ناشيونال جيوجرافيك مقالا جميلا للكاتب والأديب جون لانشستر قال فيه: إن كرة القدم الجيدة لعبة صعبة، وكرة القدم الجيدة لعبة جميلة، وكلاهما الصعوبة والجمال مرتبطان وترى الصعوبة فى التكتيك الجماعى المطبق بمنتهى الدقة وحين ترى هذا التكتيك الجماعى الصعب يطبق بمهارة وفن يزداد الإعجاب . أذكر أنى سألت عبد العزيز عبد الشافى حين كان يدرب الأهلى: أيهما أصعب.. الأداء الجماعى أم استغلال المهارات الفردية العالية بالفريق، أى فريق ؟ وكانت إجابته : الأداء الجماعى أصعب بكثير.. وهذا صحيح .

هذا سر فريق مثل برشلونة .. فعندما يعلو مستوى المهارات الفردية، ويعلو معها مستوى الأداء الجماعى ، نكون أمام فريق عظيم. فريق كبير !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف