الأهرام
ابراهيم حجازى
الحدوتة.. تنام مغمومة وتصحى مهمومة يمكن تَطُب مكلومة.. والله لن ينجحوا!
سبحانك يارب.. منحت البشر نِعَماً لا تحصى وتركت لهم حرية فهمها وإدراكها والأخذ بها.. وما أكثر الكوارث التى قدمها الإنسان للبشرية بسبب تلك الحرية!.

حرية الاختيار مثلاً.. نعمة من الله وكل إنسان حر فى اختياره وفى رأيه وفى قراره .. وبموجب هذه النعمة تظهر واحدة أخرى أعطاها الله للإنسان هى نعمة الاختلاف!.

لو أراد المولى, عز وجل, لجعلنا «قَطعيِّة» واحدة شكلاً ومضموناً .. لكنه سبحانه أعطانا الاختلاف سمة بشرية مميزة لدرجة أن البشر فى كل الدنيا اتفقوا على شئ واحد فقط واختلفوا فى كل الأشياء وعلى كل الأشياء!. البشر اختلف على الله سبحانه وتعالى ومن ثم لا غرابة من أن يختلفوا على أى شئ ولا دهشة من أن الشئ الوحيد المتفق عليه من البشر هو الموت!.

الاختلاف الذى منحه الله للبشر أظن أننا لم نعمل به كما أراده الله لنا.. لأن كل نعمة أعطاها الله لنا هى منحة بشروط وعطاء تحكمه ضوابط وله حدود إن فرطنا فيها ضاعت وضعنا معها!.

الله خلق الإنسان حراً.. لكنها الحرية المسئولة.. انت حرما لم تضر. حريتك تنتهى أمام حريات الآخرين!.

الله أعطى الإنسان نعمة الاختلاف.. الاختلاف المسئول.. نختلف فى الآراء وصولاً للأفضل لنا جميعاًَ وليس لى وحدى أو لك فقط!. نختلف فى الرأى.. اختلافاً لا مجال فيه لعداء أو كراهية أو فتنة.. إنما يأتى بحثاً وسعياً عن الأفضل على الإطلاق!. اختلاف الآراء نعمة عظيمة لو أحسنا فهمها وتطبيقها تصل بنا للرأى الأفضل فيما اختلفت آراؤنا عليه.. والآراء اختلفت ووجهات النظر تنوعت والحوار القائم على الحب والثقة لابد وأن يوصلنا لأفضل رأى يعود بأفضل فائدة على الجميع وليس شخص أو أشخاص!. للأسف شئ من هذا لم يحدث!. ليه؟

لأن حرية الاختيار .. لا فهمناها ولا نعمة الاختلاف أدركناها.. وما أعطاه الله منحة لنا.. قلبناه نقمة علينا!. هذا ما حدث ومازال يحدث ولن أذهب بعيداً للوراء ، إنما اكتفى بأحداث لا تزال فى عيوننا وذاكرتنا وما زلنا نعانى مما فعلناه بأنفسنا فى أنفسنا!. أحداث لم نحظ فيها للحظة بنعمة الاختلاف إنما على طول الخط نقمة الخلاف!. تعالوا نستعرضها من خلال هذه النقاط:

1 - حادث الطائرة الروسية، عمل إرهابى ولا خلاف على هذا ومع ذلك!. من أول لحظة نسفوا فكرة الاختلاف فى الرأى وفرض الاحتمالات وبات واضحاً أن هناك اتفاقاً على ما يراد تسويقه وفرضه فرضاً على عقلية القارئ والمستمع والمشاهد!. إعلام خارجى يتكلم لهجة واحدة وهدفه واحد.. والمصيبة الكبرى أن ما يقوله الغرب يتم الترويج له والتأمين عليه من جزء ليس بقليل من إعلام الداخل!. الغرب فى ساعات.. بحث وحلل ووصل إلى نتيجة فى حادث سقوط الطائرة!. عمل إرهابى تتحمل مصر مسئوليته.. وعليه وقفت رحلات طيرانه إلى مصر!. وعليه فى يوم من غير ليلة توقفت حركة السياحة إلى مصر!.

الخارج وأتباعه هنا وصلوا الى الحقيقة دون أن يتحاوروا وأخذوا قرار المقاطعة دون أن يتأكدوا.. فعلوا ذلك لأن الحادث من الأصل مدبر ووراءه أجهزة مخابرات دول رسالتها لمصر وروسيا فى كلمتين: احذروا التقارب!. والهدف الأساسى قصْمُ ظهر الاقتصاد المصرى بغلق باب السياحة!.

طيب .. إن كانت مصلحة أمريكا والغرب وهى وقف حالنا وحال المنطقة كلها لمصلحة إسرائيل.. فما هى مصلحة شخص مصرى أو أشخاص فى الإعلام وفى النخبة وفى النشطاء.. ما هى مصلحتهم فى وقف حال مصر؟. هل صناعة الخلاف وإثارة الفتنة وتمزيق الوطن وتكريس الكراهية عمل وطنى؟. إن كان هذا ظنهم.. أليس غريباً أن ما يقومون به يتفق مع إرهاب الإخوان وأهداف من يحاصرون مصر اقتصادياً على أمل إسقاط المحروسة!.

إن لم تكن المسألة عِمالَة وخيانة وحقارة.. هل تكون طمعاً فى تداول السلطة.. وبالتالى لا عمل يؤدونه سوى المعارضة عمَّال على بطَّال!. دول الغرب قررت فى يوم أن الطائرة وقعت نتيجة إرهاب ناجم عن إهمال مصرى يصل لدرجة التواطؤ!. المحسوبين علينا مصريين احتضنوا نفس النظرية.. لأجل حصار مصر!.

البهوات عندنا.. نخبة ونشطاء وثوار لم يلقوا بالاً إلى أن مثل هذه الأحداث.. الكلمة فيها بالغة الأهمية ويمكن أن تكون بالغة الخطورة!. لم يهتموا بأن الوصول إلى استنتاجات دون التعرف على التفصيلات فيه ضرر بالغ للوطن!. لم يهتموا بأن يتذكروا ما يحدث فى دول العالم عندما تواجه حادثاً مثل هذا!. لو اهتموا لعرفوا أن تحقيقات حوادث الطيران تستغرق سنوات قبل أن يصلوا الى الحقيقة إن وصلوا لها!.

ولأن المسألة مرتبة مسبقاً.. فلا مجال للرأى والرأى الآخر ولا مكان للانتماء والولاء والوطنية!. الطائرة وقعت «الصُبح».. وصلوا للحقيقة «الظُهر».. وقبل المغرب حظر السفر إلى مصر!.

باختصار.. حادث الطائرة الروسية أسقط القناع عن الوجه القبيح للتنسيق الداخلى الخارجى!. الغرب يعلن شيئاً فيه مساس بمصر!. فوراً رجالهم هنا يتلقفونه ترويجاً وتحليلاً وتدقيقاً ويصلون إلى نفس النتيجة التى أرادها الغرب والتى هى ضد مصر!. الغرب يريد أن يستند على شئ ليكون ذريعة ضد مصر!. فجأة يخرج واحد نخبة بتصريح تجده فى صدارة صحف وقنوات بعينها.. يبرزون نقاطًا بعينها متفقاً عليها.. وبعد كام يوم تجد الاتحاد الأوروبى يصدر بياناً ضد مصر.. مستنداً فيه على تصريحات النخبة «إياه»!.

... ولأن الحدث الذى يشغل الأغلبية الكاسحة من الرأى العام.. له سقف.. أى له وقت ويفقد اهتمام الرأى العام به.. فإن حادث الطائرة الروسية أخذ وقته ورحل بعد أن حقق الغرب مراده وأهدافه كاملة بتخطيط الخارج وتنفيذ الداخل وكانت بروفة ناجحة ثبت للغرب أن له رجالاً فى مصر يعتمد عليهم!. نجحت خطة تناول المعلومات المغلوطة المختارة بعناية ما بين أشخاص هنا وصحف ووكالات أنباء فى الخارج ترسل المعلومة المغلوطة من هنا للخارج ..تنشرها صحيفة أو أكثر فى الخارج.. تتلقفها صحيفة أو أكثر بالداخل وتعيد نشرها منسوبة لصحيفة الخارج بما يوحى للقارئ هنا أنها معلومة لا استنتاج وفى النهاية حولوا الكذب والإدعاء إلى حقيقة وما يريدون إقناع الرأى العام به بات سهلاً متاحاً بفضل المعاونة «المخلصة» بين مصريين وأجهزة مخابراتية خارجية!.

2ــ حادث الطائرة راح إلى حاله وكان لابد من حدث آخر يقصمون ظهر مصر به.. وكان جاهزاً ومدبراً ومخططاً والأدوار محسوبة بالثانية!. شاب إيطالى اختفى يوم 25 يناير ولأنه ليس بأى شاب.. كان اختياره بالتحديد موفقاً ممن خططوا لعملية كبيرة ستثير ضجة أكبر من الطائرة الروسية!.

الشاب اختفى من هنا ونشطاء هنا بدأوا يتحركون تحضيراً لما سيكون!.

فجأة ظهرت جثة الشاب فى يوم وصول وفد اقتصادى إيطالى مهم!. مكان القاء الجثة مهم على مقربة من مبنى أمنى مصرى!. مهم أن نتوقف أمام رد فعل الوفد الإيطالى الذى غادر القاهرة احتجاجاً على قتل شاب إيطالى!. رد فعل غريب يثير الدهشة لنا وأيضاً الريبة!. هو «فيه إيه».. شاب إيطالى اتقتل.. إيطاليا ومصر والعالم كله وقف على «حيله»!. صحف إيطاليا كلها تبرز الحادث فى صفحاتها الأولى!. هنا النشطاء المصريون أقاموا ضريحاً من الزهور على سور السفارة الإيطالية الذى تحول إلى مزار لشهداء الحرية!. فى ساعات أصبح الشاب الإيطالى شهيداً للحرية والبوليس المصرى عدواً للحرية بل وللحياة!.

مرة ثانية.. بدأت تتضح الأدوار المكلفون بها هنا!. آراء لأسماء بعينها هنا نشاهدها فى برامج أو مكتوبة فى صحف!. آراء يتم الاستناد خارجياً إلى ما جاء فيها من تلميح لتورط أمن مصر فى قتل الشاب.. وهذا ما بنوا عليه اتهام مصر!.

مجلس النواب المصرى أرسل وفداً للاتحاد الأوروبى لأجل توضيح الحقائق!. نواب مصر فوجئوا بكم أكاذيب هائل على مصر!. عندما قالوا للاتحاد الأوروبى إنها ليست معلومات إنما أكاذيب وشائعات.. صعقوا من الرد الأوروبى: مصريون هم من أرسلوها!. منظمات حقوقية هى من أبلغتنا بمكاتبات رسمية!. الوفد المصرى أخذ يفند الأكاذيب.. لكن «بعد إيه»!.

3ــ-ـ قضية الشاب الإيطالى أوضحت حجم التربص الرهيب بمصر!. كشفت أن الهدف ليس فقط حصاراً اقتصادياً.. إنما تخطيط ممنهج لأجل ألا تنعم مصر بيوم واحد استقرار، وكله يصب فى الهدف الأكبر .. إسقاط مصر!. لو لاحظتم حضراتكم فكرة تحويل اختلاف الآراء حول حدث إلى خلافات شخصية بين المصريين!. رأينا هذا فى حادث الطائرة !. رأيناه فى مقتل الشاب الإيطالى وسنراه فى أشياء كثيرة قادمة!.

4ــ لم تعد حكاية الشاب الإيطالى قضية رأى عام!.النشطاء والنخبة والثوريون فى انتظار الفرج وقضية يولعوا الدنيا بها.. وحدث!.

قضية ترسيم الحدود المصرية السعودية بحرياً!.

أعلنت الحكومة القرار الذى بموجبه تنتهى إدارة مصر لجزيرتى تيران وصنافير.. القرار صدر من هنا والخيانة كانت أول اتهام مستخدم!. وعندما يبدأ الحوار باستخدام الخيانة والتفريط.. فهذا إعلان حرب وليس اختلافاً أو حوارًا هدفه الوصول للحقيقة!.

نسفوا فكرة الاختلاف فى الرأى .. لأن الهدف ليس الوصول إلى الحقيقة!. البعض يحلم بالكرسى والبعض الآخر يريدها «ضلمة» بكرسى فى «الكهارب»!.

منصات توجيه أبشع الاتهامات.. لأن الأمر فى مفهومهم صراع على سلطة و إسقاط للدولة وليس اختلاف آراء حول الأفضل للوطن!. لو أنك تملك الحُجّة والبرهان والبيّنَة..قدم ما تملك إلى مجلس النواب المعنى بالقضية وفقاً للدستور واشرح وجهة نظرك واحترم ما سيقرره نواب الشعب.. بدلاً من تمزيق جسد الوطن بالخلافات وبالتشكيك بل والخيانة!.

قضية تيران وصنافير هى الثالثة بعد الطائرة والشاب الإيطالى.. وفيها وضحت المعالم وسقط الكثير من الأقنعة وظهر بوضوح أكثر أنه مطلوب وبشدة تعميق جذور الخلاف بين المصريين باختلاق المشكلات حول أى شىء وكل شئ.. مع توسيع مساحات الكراهية فى مناطق جديدة مطلوب استدراجها فى ساحة الخلافات!.

الدور الذى لعبه الثوار والنشطاء فى مقتل الشاب الإيطالى والجزيرتين.. أوضح أن الخارج بدأ يعتمد بشكل أساسى عليهم فى خلق الصراعات وبث الكراهية وتعميق الخلافات لأجل أن تنام مصر فى نكد وتصحو على قلق!.

5ــ التربص والترصد موجودان بقوة على الساحة والمطلوب هفوة ومنها يشعلون النار قى جسد مصر.. نار الفتنة والكراهية.. وحدث!.

الذى حدث هذه المرة مختلف تمامًا!.

فى الطائرة والشاب الإيطالى.. كانت حملة التشويه والتحريض والكراهية، رد فعل فى إطار تصور مريض بأنه حق مكفول فى الصراع على تداول السلطة أو من يريدون إسقاط الدولة كلها بكل مؤسساتها وأولها الجيش والشرطة!.

هذه المرة.. الحدث مختلف!. هناك من خارج نقابة الصحفيين من حَرَّض على حتمية حماية من خرجوا على القانون.. وللأسف البعض ابتلع الطُعم فكان انتهاكاً للقانون.. وهذا يكفى لصناعة أزمة بل فتنة بين جموع الصحفيين!.

ما حدث مختلف لأنه نقلة نوعية تشير إلى أن النقابات ستكون المسرح لما هو قادم من فتنة وبصورة مختلفة عن فتنة نقابة الأطباء التى فشلت!.

شابان .. أحدهما صحفى أى عضو نقابة صحفيين والآخر غير صحفى.. وكلاهما مطلوب القبض عليه تنفيذاً لأمر قضائى من النيابة العامة!.

... الداخلية على علم بحالة التربص والترصد الموجودة وهى ليست من نقابة الصحفيين إنما ممن اخترقوا النقابة.. وإن شئنا الدقة خطفوا النقابة التى أصبحت مكاناً لاجتماعات من ينادون بإسقاط الدولة ويؤمنون بحتمية إسقاط الجيش والشرطة!.

لأن الداخلية تعلم.. دارت اتصالات مع النقابة قبل أن يحتمى الشابان بالنقابة!. وحدثت اتصالات بعد أن وصل الشابان إلى النقابة!. إنكار البعض لحدوث هذه الاتصالات لا يعنى أنها لم تحدث!.

بعض الضباط ذهبوا الى النقابة وسألوا عن الشابين وأخبروهم بمكان وجودهما.. وصعدوا وألقوا القبض عليهما ونزلوا إلى الدور الأرضى وغادروا!. لو أن ما حدث اقتحام.. لتم تصويره وظهرت الصور التى تثبت أنه اقتحام بقوات ودخول بالقوة والعنف إلى آخر ما يحدث فى أى اقتحام!.

النقابة مسئوليتها حماية أعضائها بالقانون. احترام الرأى والرأى الآخر فى إطار القانون.. أى خرق للقانون يحاسب بالقانون وأى شىء خلاف ذلك يقودنا لفوضى الخروج على القانون وهذا ما حدث!. الذى يحرض على القتل كتابة.. انسان انتهك القانون ووضع نفسه تحت طائلته.. شخص مثل هذا يعاقب ولا حماية له أو تستر عليه!. التحريض على القتل لا هو رأى ولا رأى آخر إنما جريمة!. النقابة لم تعاقب المُحِرِض!. النقابة تسترت عليه!.

عندما تتجاوز بالتستر.. لا تكلمنى عن التجاوز بالتدخل!.

ما حدث ويحدث فتنة هدفها تشتيتنا إلى كيانات منفصلة متنمرة غاضبة كارهة.. فهل هذا ما يستحقه الوطن منا؟.

هل فى مصر تضييق على حرية الرأى؟. اقرأوا ما يكتبه د. سعد الدين إبراهيم.. تعرفوا الإجابة!. اقرأوا ما كتبه عن جيش مصر العظيم بأنه سلطة احتلال!.

يقولون انتهاك الشرطة لحرية الصحافة.. وأقول: إن كان هناك انتهاك لحرية الصحافة فهو التستر على جريمة ارتكبت والصحافة منها بريئة.. لإن الصحافة إعلاء للكلمة وحماية للرأى وليست تحريضاً على القتل وتكريساً للكراهية!.

الصحافة مهنة عظيمة مثل كل المهن التى تُعْلِى صالح الوطن!. الصحافة ركن أصيل فى جهاز مناعة الوطن لنشر وإرساء القيم والمبادىء والحب والولاء والانتماء...

الصحافة.. هى واحد من دروع الوطن فى التصدى للإرهاب والشائعات والفتنة والفوضى...

الصحافة.. تجمع لا تفرق.. تبنى لا تهدم...

الصحافة مهمتها عودة الوعى للشعب لا فقد الشعب للوعى.

هذا وقت الاصطفاف الوطنى لأجل أن تصلب مصر عودها وتعوض ما فاتها.

وقت الحلم لا الغضب. وقت نبذ الخلافات لا تعميق الجرح. وقت التلاقى لا الفراق. وقت الحب لا الكراهية. وقت العمل لا الجدل...

وقت التصدى للإرهاب والشائعات والفوضى والفتنة!

يا حبيبتى يا مصر...

اطمئنــى يا مصـــــر.. الشعب عارفهــم وكاشفهم وفاضحهم!. شعبــــك لا تنطلى عليه المزايــــدات ولا «بياكل» من الشعــــارات!.

والله لن يقدروا عليك يا حبيبتى يا مصر...
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف