الأهرام
حجاج الحسينى
الرئيس والصحافة والنخبة المأجورة (2)
في هذا الوقت الصعب الذي تدور فيه أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية ، علينا جميعا البحث عن مخرج وحل عاقل ورشيد بعيدا عن المواقف العنترية للبعض أو التقليل والتهوين من جانب البعض الآخر ، وعلينا أن نقطع الطريق علي المتربصين بالأزمة من النخبة "المأجورة" ، هذه النخبة التي ابتليت بها مصر – كما قلت في المقال السابق - من يدافع عن النظام يقبض الثمن ومن يهاجم النظام يقبض الثمن أيضا ولكن مع اختلاف الممول .

وأكرر هنا - ماذكرته في المقال السابق - أن الداخلية أخطأت في اقتحام مبني نقابة الصحفيين للقبض علي مطلوبين علي ذمة قضية التظاهر في جمعة الأرض رغم أن أحد المطلوبين ليس عضوا بالنقابة ..وأخطأت الداخلية في استعجال تنفيذ طلب النيابة العامة بضبط وإحضار المتهمين بالتظاهر في الوقت الذي يوجد فيه آلاف المتهمين الهاربين والصادرة ضدهم أحكام نهائية . كما أخطأت من قبل مع المحامين والأطباء ، ونست أن ثورة 25 يناير كانت ضد تجاوزات الشرطة ،وأخطأت النقابة في السماح بوجود غير أعضائها واعتصامهم حتي لو كان غير العضو حاصلا علي الدكتوراه وليس علي دبلوم صنايع (!) الحل إذن أن يعترف كل طرف في الأزمة بخطيئته ،وأضيف اليوم إلي كل ذلك أنه غاب عن الجميع مفهوم الأمن الرشيد والإعلام الرشيد وأن أصحاب الصحف الخاصة لهم " تار بايت " مع الداخلية بعد القبض علي مؤسس إحدي الصحف وتصويره مقيدا ب "الكلابشات" وهناك صحيفة تتحدث باسم الجماعة الإرهابية التي حاولت اختطاف البلاد والعباد باسم الدين ، وهناك من يريد حجز موقع في الهيئة الوطنية للإعلام والصحافة المزمع تشكيلها سواء من عواجيز الفرح أو المتاجرين بالثورة من أصحاب التيارات اليسارية واليمينية، وهناك من يستغل الأزمة لكسب أصوات في انتخابات النقابة القادمة ، باختصار شديد النخبة تتاجر بالأزمة من أجل مصالح شخصية ضيقة علي حساب سمعة مصر ، النخبة تتاجر بحرية الصحافة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف