عزيزة فؤاد
صادق خان يتسلم مفاتيح لندن
هناك مثل انجليزي اتذكره انه يوجد بنهاية النفق المظلم ضوء يسطع مهما كان ضعيفا وفي وسط بركة الحروب والدمار والأرهاب الموجودة حولنا يسطع نجم ذلك الرجل ليكون بداية الشمعة التي تضيء لنا من جديد الأمل.
اسمه صادق خان سياسي بريطاني مسلم من أصول باكستانية، وهو أول سياسي مسلم يصل إلى منصب عمدة لندن ويتسلم مفاتيحها دخل الحياة السياسية من بوابة حزب العمال، انتخب عن الحزب في البرلمان وتولى عددا من المناصب الحكومية، وهو من مواليد لندن 8 أكتوبر 1970 وهو من عائلة بسيطة هاجرت من باكستان في الستينيات، وكان والده سائقا لمدة 25 عاما. الفقر لايمنع ابدا اصحابه من التقدم اوالطموح الكفاءة والعمل والأخلاص هم الرصيد والثروة والمعيار الحقيقي الذي تعلمناه في حياتنا وليس ابدا الدين او الجنسية او العرق .
صادق خان درس القانون في جامعة شمال لندن.
وعمل بالمحاماة ونجح في إنشاء شركة خاصة في هذا المجال بخمسين موظفا، وتخصص في قضايا حقوق الإنسان ومتابعة ضحايا التمييز.
ترشح خان لمنصب عمدة لندن عن حزب العمال وذلك على حساب منافسته تيسا جويل، وواجه في الانتخابات التي جرت في 5 مايو 2016 مرشح حزب المحافظين المليونير غولد سميث.
ركز سميث هجومه على خان انطلاقا من خلفية كونه مسلما واتهمه بدعم "المتطرفين"، غير أن خان أكد أنه حارب التطرف طوال حياته، وندم على المشاركة في منصة واحدة مع متحدثين يعتنقون أفكارا "بغيضة"، وتعهد بالعمل على محاربة "الإرهاب" وحماية لندن من هجمات مشابهة لهجمات باريس وبروكسل.
وتحت شعار "لكل اللندنيين"، خاض خان حملته الانتخابية وانطلق في الدعاية إلى برنامجه من تجربته الشخصية، وتعهد بأن يجعل الظروف في لندن مشابهة لما كانت عليه في السابق حين تمكن والداه من دفع أقساط مريحة لامتلاك سكن، وتابع هو وأشقاؤه تعليمهم في مدارس حكومية وأنهوا دراستهم الجامعية وتكوينهم المهني دون التورط في ديون كبيرة.
ووعد صادق خان بأن تكون العاصمة البريطانية لندن مدينة فيها فرص متكافئة لجميع الموهوبين والعاملين بجدية، وأكد أنه سيحرص على التناغم والتعايش بين الناس في لندن من دون النظر إلى خلفياتهم الثقافية أو الدينية ويؤيد خان بقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، ويطمح لتخفيض أسعار الإسكان والبيوت في لندن، وإيجاد حل لأزمة المواصلات في المدينة المكتظة.
وصفته جريدة إندبندنت بأنه "لا يخسر" وذلك بالنظر إلى مساره الناجح في الانتخابات التي خاضها خلال مسيرته السياسية وقال بعد فوزه أن لندن اختارت اليوم الأمل بدلا من الخوف والوحدة بدلا من الانقسام". فالخوف لا يجلب لنا أمنا ، بل يجعلنا أضعف، وسياسة الخوف ليست موضع ترحيب في مدينتنا".
ويمثل موقع عمدة لندن منصة مؤثرة للضغط على الحكومة في ما يتعلق بمصالح سكان لندن البالغ عددهم 6.8 ملايين نسمة.
صادق خان لم تقتصر حياته فقط علي السياسة، وانما له اهتمامات اجتماعية وله ابنتين 15 و17 سنه كما له ميول رياضية وخصوصا كرة القدم والملاكمة والكريكت، شارك في مارثون لندن عام 2014 فخورة بهذا الرجل وكل التوفيق له.
دمتم بكل الخير.