اليوم نتحدث عن ركيزة أى زيجة.. ودعامة كل أسرة.. والعمود الفقرى للبيت.. وجوهر التراحم ولب المحبة وضمان استمرار العشرة..لا ليس الحب أو الوفاء أو الإيثار.. اليوم سنتحدث عن الذهب ولا داعى لأن أذكركم بأن هذا المعدن بالنسبة للرجال هو مجرد كتلة صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين.. والإنسان العاقل سيعتبره مثل قالب الزبدة لو تركته فى الفريزر أسبوعًا.. لكن من اتهم النساء بالتعقل؟.. رأى كهذا لو عبرت عنه أمام زوجتك أو خطيبتك أو زميلتك فى العمل أو حتى أمك ذاتها (التى تؤمن بأنك غير قادر على ارتكاب الأخطاء) لاعتبرت كلامك تجديفًا لن يمحوه الاستغفار، لأن الذهب عند كل النساء فوق مستوى النقد.
لهذا فإن أقدس طقوس الزواج هو الشبكة.. ومن أجل حساسية الموضوع فإن كثيراً من العلاقات تفسد عند هذه المرحلة.. والجواهرجى يرى زيجات تنتهى أكثر من المأذون نفسه.. وهو يقف صامدًا والعروسة تلقى بالدبلة فى وجه العريس دون أن يقلل جنيها واحدًا من المصنعية.. وإذا كانت الدول ذاتها تربط اقتصادياتها بالذهب، هل تريد من الجواهرجى المسكين أن يكسر كلام البنك المركزى؟
ولهذا فهناك مفاوضات خاصة تتم بين الحماتين من أجل الاستقرار على سعر الشبكة.. لأن أم العروسة تحاول إثبات قاعدة أرشميدس: «وزن الذهب المزاح يساوى مقدار غلاوة الزوجة عند زوجها»، بينما تحاول أم العريس أن تثبت قاعدة جاوس: «الشحنة الكهربية الزوجية لا تزداد مع زيادة الكتلة».. والحل الوحيد الذى ينهى الشد والجذب هو أن ينبههما ابن حلال إلى أن سعر الذهب العالمى سيزداد وهما لازالتا فى نفس جلسة التفاوض.
والغريب أن الذهب هو المنتج الوحيد المعكوس فى دورة البيع والشراء.. بمعنى أن المستهلك الطبيعى يعجب ببضاعة معينة فيسأل عن ثمنها ومن ثم يدفعه.. لكن فى حالة الذهب الموضوع غريب، فالسعر يحدد فى البداية «هانجيب شبكة بكذا» بعدها تنزل العروسة لتختار ما يناسبها فى إطار هذا المبلغ المتفق عليه.. وهنا يأتى السؤال المنطقى: لو العروسة عجبها طقم تحفة، لكنه أغلى شوية من التمن اللى العريس اتفق عليه، هل ممكن هى تدفع الفرق من جيبها؟
وإلى أن يجيب لنا أحد عتاة الزواج عن هذا السؤال.. أو إلى أن يوزن حب الرجل لزوجته بالبترول أو باليورانيوم 238 سيظل هذا الفلز المستفز متربعًا على عرش توفيق الرؤوس فى الحلال.. يملك ويحكم ويخرب بيوتًا ويعمر جيوبًا.