المساء
السيد العزاوى
الكلم الطيب- نسمات الخير في استقبال شهر رمضان
نسمات الخير تعطر الأجواء مع استقبال أيام شهر شعبان من كل عام فهي تبشر بقدوم رمضان.. كما أنها في ذات الوقت ذخيرة الصالحين من أهل الإيمان يكثرون في فعل الخيرات والاكثار من صالح الأعمال كما أن الصيام من أهم الأعمال التي يقدمون عليها اقتداء بسيد الخلق معلم البشرية الأول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فقد كان يكثر من الصيام فيه حيث تقول السيدة عائشة رضي الله عنها إن رسول الله كان يخص أيام هذا الشهر بالصيام ولم تره يكثر من الصيام إلا مع قدوم أيام شعبان وعندما سئل صلي الله عليه وسلم عن السر في هذا الصيام قال: إنه شهر ترفع فيه الأعمال وأنا أحب أن يرفع عملي وأنا صائم. تلك النسمات الطيبة التي ينتظرها عباد الله الصالحون وينتهزون هذه المناسبة للإكثار من الصيام وصالح الأعمال اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم وأملا في عطاء رب العالمين ولا يتوقفون علي بذل أقصي جهد من أجل نشر التكافل ومواساة المحتاجين ابتغاء وجه الله وحده.
في هذا الشهر يتنافس أهل الإيمان في مختلف فضائل الاعمال.. جدية في أي مهام يقومون بها لا تقاعس أو إهمال. الانضباط والتعامل بأفضل الأساليب ولا تقتصر أعمالهم علي هذه المناسبة فقط وإنما يتواصلون مع ربهم بمختلف ألوان العمل الصالح ويتضرعون إلي الله تعالي أن يعينهم علي أداء العبادات ومضاعفتها خاصة في شهر شعبان ويحدوهم الأمل في أن يبلغهم الله رمضان فنسمات الخير تتدفق في هذه الأيام المباركة. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب.
هناك مناسبة جليلة تضاف إلي رفع الأعمال لله تعالي في هذا الشهر وتتمثل في تحويل القبلة من المسجد الأقصي بأرض الشام إلي المسجد الحرام بأم القري استجابة لرجاء سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطرة وإن الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون" 144 البقرة تؤكد هذه الاية الكريمة ان رب العالمين يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولذلك استقر في وجدان أهل الايمان تحري الاوقات للاقبال علي صالح الاعمال ويترسمون مسيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه الايام.
لقد كرم الله سبحانه وتعالي النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بالكثير من الفضائل والنعم ولعل ما جاء في سورة النجم يؤكد هذه الحقائق فقد نزه الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عن مشابهه أهل الضلال فقد كان في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد ويقول الله "ما ينطق عن الهوي" أي أن الذي بقوله صلي الله عليه وسلم لا يصدر عن هوي وغرض إنما هو "وحي يوحي" وأن ما يقوله هو ما أمر الله به لكي يبلغه للناس كاملا موفورا من غير زيادة أو نقصان. ومما يجدر بنا ذكره في هذا المقام ما رواه الامام احمد عن عبد الله بن عمرو قال: كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله صلي الله عليه وسلم اريد حفظه فنهتني قريش. فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلي الله عليه وسلم ورسول الله صلي الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب. فأمسكت. فذكرت ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: اكتب فهو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما أخبرتكم انه من عند الله فهو الذي لا شك فيه. كما جاء في حديث ابي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه قال "لا أقول إلا حقا" قال أصحابه: فإنك تداعبنا يارسول الله. قال: إني لا أقول إلا حقا".
هذه الآداب وتلك الصفات والتي فضل الله رسوله علي العالمين إنها تجعل أهل الايمان يكثرون من الاعمال والافعال التي تقربهم إلي الله. من ذلك بر الوالدين وصلة الأرحام والاصلاح بين الناس وينتهزون نسمات هذا الشهر الطيبة فيمتد عطاؤهم إلي كل الناس "وآت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً. ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا".
هذه المناسبة وغيرها من مواسم الخير تجعل أهل الايمان في عمل متواصل اقتداء بسيد الخلق صلي الله عليه وسلم الذي ارسي معالم الطريق في هذه المناسبة بعمله وصيامه فما أحلي الصالحون حينما يتنسمون نفحات هذا الشهر الكريم "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع أجر من أحسن عملا" هدانا الله جميعا سواء السبيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف