تعلم الدولة الحال المزرية لقلب القاهرة، واكتظاظ «سرة البلد» بمناطق وأحياء تجارية لا ضابط أو رابط لها.
تعلم الدولة والحكومة والمحافظة أيضا أن هناك 31 شياخة بالعاصمة وحدها، تمثل كل شياخة منهم مهنة أو حرفة أو منتجا تشتهر بصناعته وبيعه !
تحوي القاهرة مناطق التوفيقية ومعروف والموسكي والفجالة والرويعي والسبتية، وشوارع الجمهورية والأزهر وبورسعيد، وشياخات خان الخليلي، والمناصرة ودرب البرابرة والغورية، وغيرها من المناطق التي تضم محلات وأسواقا شعبية وورشا ومصانع تحت بير السلم وكلها تفتقد لأي تنظيم، ناهيك بالطبع عن غياب وسائل السلامة والحماية المدنية.
الدولة تعلم كل ما سبق، ومع ذلك لم تفعل شيئا !
لم تقم بأي عمليات تطوير أو تنظيم أو إعادة تهيئة لتلك المناطق بحيث تكون لها الولاية الكاملة عليها !
تركت الدولة المواطنين - تجارا ومشترين - فريسة للحرائق وللفوضي والمجهول !
لم تفرض الدولة وجودها وتركت تلك المناطق.. والبركة في الشاي بالياسمين !
لا أحد يصدق أن حرائق الرويعي والغورية قضاء وقدر !
الكل يتساءل: كيف لحريق بأحد المباني أن يستمر 18 ساعة متواصلة، بينما الحماية المدنية علي بعد خطوات في قلب العتبة الخضراء !
البعض ذهب إلي حد المؤامرة في تفسير أسباب الحرائق، ظنا بأن الحكومة تفتعل ذلك من أجل تفريغ قلب القاهرة من شاغليه، وبالطبع الناس معذورة، فلا أحد يصارحهم أو يكذب رواياتهم !