الأخبار
وردة الحسينى
أري - البداية صومالي والنهاية .. !
قاد غياب الرؤية الاستراتيجية إلي وصول أمتنا العربية لهذا الوضع المزري من التفتت والتشتت، والقصة بدأت بالصومال ،حيث أدي هذا الغياب لعدم الحرص علي تواجد دور عربي بهذه الأزمة ،وهوالدور الذي كان من الممكن أن يساهم في إخماد الصراع الصومالي الصومالي ببداياته. وعلي هذا الأساس غابت المواقف الجادة والحاسمة لتسوية المعضلة الصومالية،فتحولت من مشكلة محلية لإقليمية ،وأصبحت أول نموذج للفشل عربيا ولعبث الأطراف الأجنبية وبحرية تامة.

الخطوة التالية كان النموذج العراقي حيث سهل العرب مهمة المخطط الغربي الأمريكي في التدخل العسكري بالعراق ،وهوما دق المسمار الأول في تفتيت العراق ونشر الصراع الطائفي والعمليات الإرهابية بقيادة "البعبع الجديد"،داعش .

والمؤسف أن القادة العرب قد اتفقوا،وهوالأمر النادر بتاريخهم،علي الصمت تجاه نحر أحدهم بأول أيام عيد الأضحي ،وهوما جنوا ثماره لاحقا،حيث لاقوا ذات المصير من الهوان والذل .

والمناخ العام لهذه التطورات كان الربيع ،كما أطلق الغرب وأمريكا عليه ،أوالجحيم ،كما عشنا وعانينا.

وتوالت من خلاله الانهيارات بليبيا وسوريا واليمن ،وأضحت المنطقة كقطع "الدومينو" التي تتساقط الواحدة تلوالأخري.

الغريب أننا ما زلنا ننساق وراء السياسة الغربية والأمريكية، كما أنه وسط هذا التخبط مازال بعضنا يلهث وراء إزاحة النظام السوري ، وهو امر بيد السوريين فقط ، تماما كما فعلوا بصدام والقذافي ، واللذين بالرغم من مساوئهما كان وجودهما رحمة في ظل تواجد دولتين بلا صراعات داخلية وبيئة خصبة للإرهاب يؤثر علي جميع دول الجوار. وإسرائيل هي الفائز وسط هذه التطورات ،فلم يعد أحد يزعجها ويسألها عن انتهاكاتها ضد الشعب والحقوق الفلسطينية وابتلاع المزيد والمزيد من أراضي فلسطين ،وضرب أهداف بسوريا،بل وعقد إجتماع مجلس وزرائها بالجولان المحتلة!

ولا ننسي أيضا تنفيذ سياسة ممنهجة في تدمير آثارنا،خير شاهدعلي تفوقنا بوقت كانت أوربا ظلام وأمريكا غائبة عن الوجود ،واليد فقط داعش!

وكل هذا المخطط لم يكن سرا وإنما بالعلن، وتم الكشف عنه في خريطة الشرق الأوسط الجديد!

السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لا يدرك العرب خطورة الانسياق وراء هذا المصير؟ولماذا لا يفهمون مغزي تركز هذا الربيع بمنطقتهم دون المناطق الأخري ؟ ولماذا يساهمون بأيديهم في انهيار الدول الشقيقة؟ عليهم ألا يتصورن أنهم بعيدون عن ذات المصير،فأفيقوا لمصلحة ومستقبل شعوبكم .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف