الأخبار
صابر شوكت
بين الصحافة والسياسة - شهداؤنا ليسوا.. قرابين!


زمان في الحضارات القديمة عندما كان يسود الجهل والظلام والبهيمية.. وكان ذلك المثلث يمثل الإرهاب القاتل الذي يهدد الآمنين في تلك الحضارات السحيقة.. ففي مصر الفرعونية كان مثلث الإرهاب عندهم يهييء لهم أن نهر النيل العظيم هبة الحياة في مصر سيغضب ويشح خيره.. إذا لم نقدم له شهيدة كل عام قبل موسم الفيضان نلقيها في النيل وتموت في صمت مبتسمة وهي موقنة انها تفدي أهل مصر كلهم..! وفي اسبرطة.. وعند الرومان والإغريق والآشوريين وغيرهم كان يوجد إله في صورة تنين أو وحش أسطوري كانوا يقدمون له أبناءهم في كل مناسبة «قرابين» لآلهة الإرهاب التي تهددهم.. وكان هؤلاء القرابين.. هم أنبل ما في هذه المجتمعات القديمة.. كانوا شهداء ذلك الزمان يواجهون الموت في استكانة وهدوء.. وهم قانعون تماماً بأنهم يفوزون بثواب الدنيا والآخرة.. ففي الدنيا افتدوا أهاليهم وأبناؤهم من وحوش الإرهاب التي تهددهم بالمخاطر وفي الآخرة سيعيشون في جنة الفردوس لأنهم قبلوا أن يكونوا قرابين لآلهة إرهاب الأزمنة السحيقة.

واليوم.. ونحن في قمة الحضارة الإنسانية يظهر بيننا إرهاب مروع نعيش في مصر حربا حقيقية نواجه مخاطر حكومة وشعباً.. إرهاب يعلن حرباً خطيرة لأول مرة في التاريخ علي شعب مصر الآمن.. بلغت خطورتها الدهشة التي تتملكني مع الملايين من الرئيس السيسي الذي اخترناه.. لماذا يريد أن يقاتل أبناؤنا في الجيش والشرطة وحدهم هذا الإرهاب الشرس.. الذي يهدد جميع طوائف شعب مصر..؟!

ولماذا لم يصدر الرئيس حتي الآن قراراً تاريخياً لتشكيل حكومة حرب حقيقية.. تشحن جميع طوائف الشعب لتساند أبناءنا بالجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب الشرس في تلك الحرب المقدسة؟!.

الملايين بالفعل نطالب أن ندفع نصيب الدم علينا في تلك الحرب.. ولا نترك الآباء والأمهات الدين فقدوا أبناءنا جنود وضباط الجيش والشرطة أسري أحزانهم.. نعم هم يتشرفون بلقب أم وأبو وأخو الشهيد.. وبالفعل.. لن نبخل نحن وهم بتقديم كل أولادنا فداء لمصر.. ليكونوا شهداء.

ولكن.. لنا وقفة مهمة في شهداء الشرطة مع جميع مسئولي مصر.. فشهداؤنا بالشرطة ليسوا قرابين نقدمهم ليموتون في صمت علي أيدي مجرمي الإرهاب الذي يهدد مصر.. ليس من حق أحداً أن يحرم شهداءنا أن يموتون وهم واقفين رجالاً.. اننا جميعاً مسئولوا عن لحظات الرعب والصمت القاتل والخيانة التي عاشها شهداؤنا الأبرار في الحادث الأخير بحلوان.. الشهداء يشعرون بالفخر وهم يقاتلون دفاعاً عن العرض والشرف في معركة القتال.. بينما هؤلاء الأبرياء لم يمنحوا شرف القتال.. لم يطلقوا طلقة واحدة.. تم تقديمهم قرابين لوحش وإله الإرهاب المرعب الذي يتصاعد مخاطره علي شعب مصر.

إن عناوين الصحف وما كشفته الأحداث بالنص يقول بتورط ٥ ضباط في مجزرة حلوان الإرهابية.. والداخلية تبحث عنهم بعد اختفائهم منذ اسبوع.. انفراد للوفد.. وايدتها الأخبار تقول بمانشيت البحث عن خائن في حادث استشهاد رجال الشرطة بحلوان..!

ومن قبل بأسابيع تداولت العناوين التحقيق مع ١٥ ضابطاً ومعهم لواء.. كانوا يتقاضون مرتبات من عصابة الدكش مائة ألف شهري للضابط.. وشبهة خيانتهم لمقتل زملائهم معاون وأمناء وجنود الخانكة.. والكارثة الداخلية تحيلهم للتقاعد.. ولم تحيلهم للنيابة العامة ليتم إعدامهم.. عار علي مصر.. أفلا تتحرك الأجهزة السيادية لوقف خيانات الداخلية لقرابين الشهداء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف