الوفد
علاء عريبى
رؤى -الأنطاع وأزمة نقابة الصحفيين
بعون الله وفضله كتبت هنا أكثر من مقال عن الأنطاع، وأوضحت دورهم ومكاسبهم، وأصلت للمصطلح فى اللغة وفى المفهوم الشعبي، كما أننى تناولت كيفية استخدام أجهزة الدولة لهم، وكيفية اختيارهم من بين فئات المجتمع، وميزنا بين النطع الذى تربى فى أجهزة النظام منذ صغره، والنطع الذى تطوع وسعى إلى النظام لكى يدخل دائرة الضوء، وبفضل الله كتبنا عن الأنطاع فى عصر الرئيس مبارك، وأنطاع ما بعد ثورة يناير، أقصد الأنطاع خلال فترة حكم المجلس العسكري، والأنطاع فى فترة حكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان، وأوضحت فى مقالات الفرق بين الأنطاع فى كل فترة، وقلنا إن النطع ابن عصره.
وانتهينا من هذه المقالات إلى أننا بحمد الله، رغم قيامنا بثورتين لتطهير البلاد، لم ولن نستطيع القضاء على ظاهرة الأنطاع، لماذا؟، لأن الأنظمة الحاكمة، مهما اختلفت أيديولوجيتها، ودرجة ديكتاتوريتها، لا يمكن أن تستغنى عن دور النطع، ولأهميته فى دائرة الحكم تقوم الأجهزة الأمنية باختيار بعضهم من الصغر، وتعمل على تربيتهم وتدريبهم، وتدفع بهم بعد ذلك إلى المشهد السياسى بأجندة يتم تجديدها كل فترة، حسب الأزمات، والقضايا المثارة.
وبالطبع الأجهزة لا تكتفى بمن تقوم فقط على تربيتهم، بل تضم إليهم بعض الأنطاع الذين يبادرون ويهرولون نحو الأجهزة بحثاً عن مكسب أو مغنم، وهنا تتسع الدائرة وتتمكن الأجهزة من التحكم بقدر الإمكان فى تشكيل الرأى العام، أو أضعف الإيمان فى توجيه دفة الرأى العام فى اتجاهات ترضاها الأجهزة وتخدم على النظام الحاكم.
فى أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية لعب الأنطاع دوراً محورياً، حيث قاموا بشن حملة واسعة ليس على نقابة الصحفيين فحسب، بل على جميع الصحفيين بشكل عام، وقد تصدر هذه الحملة العديد من الإعلاميين والصحفيين، وحاولوا بقدر المتاح تشويه صورة الصحفيين، والتشكيك فى نزاهتهم، وتعمدوا على مدار عدة أيام دفع المواطن البسيط إلى المشاركة فى الحملة السافلة ضد الصحفيين، واستخدموا للأسف فى حملتهم جميع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، ووصل الأمر ببعضهم إلى التهديد بقطع مرتبات العاملين فى الصحف الحكومية، وبدل التكنولوجيا الذى يصرف للصحفيين، كما هددوا بوقف الخدمات المقدمة للنقابة، ووصل الأمر ببعضهم إلى التهديد بفرض الحراسة على نقابة الصحفيين.
شارك الأنطاع فى حملتهم كتائب الأجهزة الأمنية الإلكترونية، وأعتقد البعض أن المواطن البسيط، الذى يعلم دور الصحافة والصحفيين جيداً، قد اقتنع بحملة أنطاع النظام، وأنه دخل فى مواجهة مع الصحفيين، وبمرور الأيام اكتشف الأنطاع ومن يحركونهم أن المواطن المصرى يميز جيداً بين النطع والمستنطع، ويعلم بالمخطط والحملة الموجهة ضد الصحافة والصحفيين، ويعرف أن جماعة الأنطاع تنفذ أجندة الأجهزة لكسر شوكة الصحفيين، وقبولهم التجاوزات التى تقوم بها أجهزة الدولة وأنطاعها ضد القانون، وقد عبر المواطن البسيط عن رأيه فى أنطاع النظام بكل عفوية وبساطة على مواقع التواصل الاجتماعى.
لكن السؤال الذى يشغل البسطاء والشرفاء فى هذا الوطن، هو: متى سنطهر الوطن ومؤسساته من الأنطاع؟، وإلى متى سيتمسك النظام بحظيرة الأنطاع؟، وإلى متى سيظل يربى، ويطعم، ويدرب فى الأنطاع بأموالنا؟، وإلى متى يعين الأنطاع فى مناصب قيادية فى هذا الوطن؟، متى سنغلق حظيرة الأنطاع؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف