المساء
ابراهيم كمال
أضواء كاشفة
الخسارة التي لحقت بفريق الاسماعيلي أمام المقاصة ليست مفاجأة وهي نتيجة طبيعية جداً للأزمات التي وضع النادي الكبير نفسه فيها بأيدي لاعبيه وادارته وليست مشاكل وأزمات خارجية لكنها أزمات "منه فيه" بعد تمرد نجومه الكبار الذين يتغنون بحب الاسماعيلي وهم في الأساس لا يحبون إلا أنفسهم فقط علي رأسهم كابتن الفريق حسني عبد ربه الذي دائماً ما يردد انه تنازل عن الكثير من أجل ناديه ولست أدري ما هو هذا التنازل؟
أعتقد انه لا ينسي انه مال في وقت من الأوقات الي اغراءات الأهلي له وكاد يوقع رسمياً للانتقال له مقابل 9 ملايين جنيه بعد عودته من رحلة احتراف في نادي ستراسبورج الفرنسي وخاطب جماهير ناديه بان تتركه يرحل للأهلي من أجل "تأمين مستقبله" لولا ان حاصرت الجماهير منزله وهددته "حاملة كفنه" فأعلن تراجعه وانه لن يلعب إلا للاسماعيلي ومن وقتها وهو يخشي ارتداء فانلة أخري خوفاً وليس حباً في الاسماعيلي ثم تسبب عبد ربه في أولي أزمات الموسم بصدامه مع أحمد حسام ميدو مدرب الفريق لاستبعاده من المباريات أو لتبديله في بعضها لعدم وصوله الي المستوي اللائق الذي يمكن ان يفيد الفريق ففتح عليه النار واستقوي بالجماهير ليخلع ميدو بعد ان صنع فريقا وضع اقدامه علي طريق المنافسة وقدم عروضاً هي الأقوي للدراويش هذا الموسم ومن بعدها لم يفعل وانتصاراته التي حققها علي يد القماش ومعاونوه كانت "خالية الدسم" بلا عرض يليق بالاسماعيلي صاحب الكرة الجميلة.
اهتز الاسماعيلي بعد ميدو لأن الكابتن يريد ان يلعب حتي وان لم يكن لائقاً بدنياً وفنياً لكنها حب الذات وليس حب النادي.. ثم قاد الكابتن حملة التمرد الأخيرة التي هزت أركان الدراويش بقوة وانساق له من انساق من اللاعبين ليتم ايقافهم وتجميدهم ثم سحب الشارة من الكابتن في قرارات تبدو ظاهرها قوية لادارة النادي لكنها مرتعشة ومرعوبة من توابع ما فعلت.. لتأتي مباراة المقاصة لتؤكد ان أزمة الفريق ليست في اللاعبين فقط ولكن في الادارة الغائبة عن النادي في الأصل وكل من أفرادها في واد تاركة أمور النادي لمديره.. أما رئيسه فهو صاحب بالين قليل منه في مصر وكثير منه في الامارات حيث أعماله.
مشكلة الاسماعيلي تتركز في مراكز القوي بالفريق التي يرأسها الكابتن عبد ربه والذي لا يريد ان يعترف أنه آن الأوان لكي يرحل ويترك الملاعب معززاً مكرماً دون ان تهتز صورته أمام جماهيره التي انقلبت عليه بعد ان كان معشوقها.. وليت ادارة النادي تتخذ القرار الصعب والأفضل بتسريح "البهوات" وتغيير الجلد من أجل مستقبل أفضل.
وخسارة الاسماعيلي ليس سببها المرض الذي يعاني منه بسبب لاعبيه المتمردين فقط.. ولكن شاء حظه ان تكون أول مباراة له مع فريق ليس بالسهل هو المقاصة الذي يرتفع سقف طموحاته من مباراة لأخري ليس في الدوري فقط ولكن في الكونفدرالية التي تنتظره فيها مباراة هي عنق الزجاجة مع أهلي طرابلس بعد أيام ويسعي من خلالها لتحقيق انجاز هو الأول له بتأهله الي دوري المجموعات.. وبالصورة التي ظهر عليها في مباراة الأمس والتي استطاع خلالها من تحويل تأخره الي الفوز بالثلاثة وعدم يأسه واصراره علي عدم الخسارة يجعلنا نطمئن علي تأهله خاصة ان مباراة الذهاب ستكون أحد أسباب تأهله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف