الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش- أكذوبة مفضوحة
المشهد فى المنطقة يدعو إلى الرثاء والأسى ويكفى الإرهاب الذى تم استحضاره وترسيخه فى الدول العربية بهدف إبادة شعوبها وتدمير بناها. حقبة زاخرة بالمآسى والكوارث والآلام. يتصدرها مجازر إرهاب داعش التى تحصد المئات من الضحايا كل يوم، والتى كان لزاماً على المجتمع الدولى محاربته. بيد أن الفاجعة جاءت صادمة عندما حدث النقيض وقام الغرب ومن والاه بدعم الإرهاب من خلال أجهزة مخابراتية كبرى تتصدرها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بالتعاون والتنسيق مع دول خليجية ومع تركيا رأس الحربة. والغريب أن يسارع المتورطون فى معرض ذر الرماد فى العيون فيدعوا محاربتهم للإرهاب. ومن ثم تجرى اللقاءات وتنشط الاتصالات ويتم إبرام التحالفات على غرار التحالف الدولى ضد داعش الذى تقوده أمريكا وتنضوى تحته ستون دولة تحت زعم القضاء على الإرهاب والتطرف وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
غير أن الحقيقة تفضح الأكاذيب. إذ إن هذه الدول هى التى أججت الإرهاب وسلطته على دول المنطقة كسوريا التى تم استهدافها منذ 2011 عندما واصل المتآمرون دعم التنظيمات الإرهابية وتوفير الغطاء لهم سراً وعلناً. أكذوبة كبرى روجتها أمريكا عندما ادعت محاربتها للإرهاب، وهى التى صنعته وجاءت به كذريعة لتمرير أجندتها فى المنطقة وشرعت فى تفعيلها فى كل من سوريا والعراق. وشرع المتآمرون على المنطقة فى تنفيذ مخططهم الدنىء، حيث اضطلع الناتو وتركيا بتجنيد آلاف المتطوعين المسلحين من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامى للقتال فى سوريا لإسقاط النظام. وقامت تركيا بدور خسيس وفرت فيه المأوى لهؤلاء وأتاحت لهم التدريب بمشاركة المخابرات البريطانية ليتم وصولهم إلى سوريا عبر أراضيها. وقام الناتو بإمدادهم بالسلاح، ومن بينها أسلحة مضادة للدبابات.
كانت المهمة التى أوكلت لداعش هى تخريب وتدمير سوريا والعراق نيابة عن أمريكا الراعى الرئيسى للإرهاب، والتى واصلت دعمها لداعش رغم مزاعمها بأن حملتها الجوية التى تشنها مع الناتو هى من أجل القضاء عليه. أى أن أمريكا ومن والاها تمارس التدليس والكذب على الجميع، فهدفها الرئيسى دعم الإرهاب لا محاربته من أجل تفكيك دول المنطقة. شهد على ذلك الأمريكيون أنفسهم، فرأينا «كونداليزا رايس» تؤكد أن أمريكا صنعت داعش مع ثورات الربيع العربى. واعترف «بايدن»، نائب أوباما، بذلك عندما قال: (كان خطأ استراتيجياً عندما أنفقت أمريكا الملايين ومنحت السلاح لكل من أراد إسقاط الأسد). وكشفت «هيلارى كلينتون» الستر فى كتابها «خيارات صعبة» عندما قالت: (داعش صناعة أمريكية بتمويل خليجى، وأن أمريكا درست المشروع وأحالته على التنفيذ وكان ينتظر إقامة الدولة الإسلامية على أرض سيناء وأن تعترف بها دول كثيرة فور إعلانها بحلول 5 يوليو 2013. بيد أن المخطط فشل بقيام الشعب المصرى بثورة 30 يونيو والتى أدت إلى إسقاط مرسى. فكرنا يومها فى استخدام القوة لكن الجيش المصرى فطن لتحركاتنا بمياه المتوسط قبالة الإسكندرية. التفاف الشعب حول الجيش جعلنا ننسحب. أمريكا كانت تخطط للتحكم فى الطاقة والمنافذ البحرية عن طريق المتعاونين معها، ومنهم الإخوان الذين كانوا مهيئين لمساعدتها على ذلك، وأن الغرض كان تقسيم المنطقة لما فيه مصالح أمريكا).
لو أن أمريكا ومن والاها أرادوا حل الأزمة فى سوريا والمنطقة لعالجوا السبب الرئيس ألا وهو الإرهاب. ولكنهم على النقيض قلبوا ظهر المجن وأمعنوا فى ترسيخ الإرهاب تمويلاً وتسليحاً وتدريباً. وشاء المولى جل شأنه أن يقوم المتآمرون بفضح أنفسهم عندما كشف ساستهم الجريمة النجسة التى ما زالوا يشرعونها سيفاً مسلطاً على شعوب المنطقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف