محمد عبد العليم داوود
مجرد كلمة- معركتى مع لصوص الأرض (1)
كانت أرض مطوبس قطعة التورتة لكل لصوص مصر وزراء ومحافظين ولواءات وضباطاً وكان النواب يصفقون وكان الجميع صامت.. وكانت سيارات الكبار تمر علي الناس وتراب هذه السيارات يزكم أنوف الجميع.. وكان الصمت هو سيد الموقف.. أضف إلي ذلك استيلاء هؤلاء علي مخصصات الوحدات المحلية والقروية من مياه وطرق وكهرباء لمدها إلي هذه الأراضي لعمل بنية أساسية.. حتي يرتفع سعرها.. ورغم محافظة كفر الشيخ لم تكن من القطاعات التي أقم بتغطيتها صحفياً. وكانت إقامتي في القاهرة بعد أداء الخدمة العسكرية.. إلا أن واجب وضمير كل منا يفرض عليه أداء واجبه تجاه محافظته.. فكانت تصلني قصة لصوص مصر الذين كانوا يجتمعون لتقسيم التورتة.. وكيف حول مجلس وزراء ومحافظون وكبار اللواءات في مصر اجتماعاتهم إلي قبلتهم في مطوبس.. كانت تأتيني هذه القصص أشبه بأساطير.. فقوات الأمن المركزي هي التي كانت تقوم بالتأمين، حيث إن قائدها في ذلك الوقت أصبح من أصحاب الضيعات.. وأن وزير الداخلية في ذلك الوقت بني سجناً وأمر أحد رؤساء المدن ورئيس إحدي الجمعيات بدفن أي معترض من بسطاء الأهالي في هذا السجن الذي بناه علي شكل حفرة أو خندق.. وبدأت مع الأستاذ سعيد عبدالخالق رئيس تحرير الوفد- رحمه الله- في نشر هذه الجرائم في وقت صمت فيه الجميع وخشي الجميع أن ينطق بكلمة واحدة وأصبح النواب يبحثون عن فتات التورتة.. ولم يستطع نائب أياً كان هذا النائب أن يفتح فمه أمام جبروت السادة الوزراء.. والسادة اللصوص.. الذين تمكنوا من إنشاء كيانات هلامية قانونية.. فمنهم من سجل في الشهر العقاري ومنهم من سقع.. ومنهم من اتخذها كضيعات.. حتي إنني ذكرت فيما بعد عندما دخلت البرلمان في أحد الاستجوابات حول الوزراء اللصوص.. أن هناك مخبراً في أمن الدولة يمتلك ضيعة لا يمتلكها بيل كيلنتون..... وبدأت في أحد التحقيقات الصحفية بالوفد قائلا في الوقت الذي لا يستطيع الدكتور عاطف صدقي عقد اجتماع لمجلس الوزراء بكامل عدده برئاسته فإن الأمر مختلف تماماً عندما ينعقد المجلس بكامل عدده برئاسة رئيس مدينة مطوبس ورئيس إحدي الجمعيات... ونشر فى التحقيق الصحفي أسماء السادة الوزراء الذين سرقوا هذه الأراضي ومعهم المحافظون واللواءات.. وماهي إلا سنوات ويسعى مدير الأمن هناك واسمه علي نصر ومعاونوه الاستيلاء علي أراضي كوم دميس.. وفوجئت ببعض الأهالي يبلغونني بما حدث من أن هناك خمسة آلاف فدان تجرى محاولات الاستيلاء عليها تحت أي مسمي... وعلي الفور نشرت تفاصيل الجريمة ونجحت الحملة يومها فى إعادة 2500 "فدان" إلي الأهالي في الوقت الذي كان فيه السادة النواب يبحثون عن فتات أو جزء من التورتة... ونشرت الوفد حينها خيراً لي عن تدهور الموقف الامني بكفر الشيخ بسبب سرقة الضباط الأراضي.. ورغم ذلك كانت عصابات الأراض تحاول استكمال التهام الأراضي.. وكان موعدنا مع جلسات برلمان 2000.. فحولت قاعة البرلمان واجتماعات اللجان والفضائيات والصحف إلي ميادين لمعاركي معهم.. وكانت أول كلماتي لدينا وزراء ومحافظون وضباط كبار سرقوا أراضي مطوبس.. وكان الهدف من ذلك رفع سيف الحق في وجه كل من يقترب إلي هذه الأراضي.. فأدركت الحكومة والوزراء والمحافظون وكل من تسول له نفسه أن فضائحه ستسرد في البرلمان في حالة اقترابه من حبة تراب أو توجهه الي هناك.... ومع هذه الحرب ضد هؤلاء قطع الطريق عليهم.
وللحديث بقية