عباس الطرابيلى
هموم مصرية- مصر وحماس.. والوقفة الحاسمة
وزير الخارجية، سامح شكرى، حسم ما يقال عن وساطة سعودية بين مصر وحماس.. بل ونفى وجود أى مفاوضات معها.. أو صحة ما تردد عن وجود مساعٍ للتهدئة بين القاهرة والحركة، التى تناصب مصر عداءً.. ولا عداء إسرائيلي لمصر!! بل نفس الأسلوب الإسرائيلى، تطبقه حماس معنا.. لم لا وهى صنيعة إسرائيل، وتشربان معًا من نفس الوعاء: العداء لمصر وللمصريين وحماس تطبق معنا سياسة أنها تظهر غير ما تبطن، فهي تعلن علي لسان قادتها أنها لا تكن أى عداء.. بل إن أمن مصر من أمن حماس «يا عينى!» ولكن حقيقة الأمر أن حماس تعمل تحت الأرض ضد الأمن المصرى تمامًا ويكفى أن 90٪ مما يجرى فى سيناء هو من إعداء وتخطيط، بل وتنفيذ، حركة حماس بالكامل.. وما حكايات الأنفاق - عبر الحدود عند رفح - إلا واحدة من المعارك القذرة التى تجرى «تحت الأرض» لأن حماس وأشباهها لم تتعود على العمل فى النور.
ومصر تستقبل بين كل فترة وأخرى عددًا من رجال حماس.. يأتون إليها كلما ضاقت بهم الأحوال، أو كلما احتاجت إلى الدعم المصرى، الذى تعودت مصر أن تقدمه للإخوة الفلسطينيين كشعب.. بينما حماس تحصل على الحصة الأكبر من هذه المساعدات لنفسها.. حتى زاد حجم كروش رجالها، فى الداخل والخارج، أو زادت ضربات إسرائيل «الظاهرية» ضدها فى قطاع غزة، التى هى، أرض الهكسوس الذين غزوا مصر أيام الأسرة 17 الفرعونية.
ويبدو أن حماس لا تخدع إلا نفسها، عدما صممت القاهرة على أن تحكم حماس قبضتها على الحدود من ناحية قطاع غزة.. فنشرت بواسطة إعلامها صورًا لنفر من رجالها على الحدود.. وهم بالمناسبة من أصحاب الكروش.. أيضًا!!
ولكننا نكتشف كل يوم العديد من الأنفاق التى يتسلل منها رجال حماس وأسلحتها إلى داخل الأرض المصرية، ليدمروا وينفذوا عمليات الإرهاب، وفى مقدمتها اغتيال النائب العام المصرى الراحل، وما قرار الاتهام ببعيد، والذى يكشف حجم أصابع ورجال حماس فى هذه العملية القذرة.. وكلما تشددت القاهرة بضرورة تدمير مداخل هذه الأنفاق من ناحية غزة.. «استعبطوا» وادعوا أنه ليس لهم دور وسلطة فيها.. بينما الكل يعلم أن أحدًا لا يستطيع حفر حبة رمل من ناحيتهم.. دون موافقة أو علم.. أو مصلحة لحماس فيها لسبب وحيد، هو أنها تحصل على حصة - مثل الجمارك والضرائب علي أي سلع يتم تهريبها من مصر أو إلى مصر.. ولا تقولوا لنا إن حماس لا تعرف شيئًا عن هذه الأنفاق.
ورغم أن مصر تفتح معبر رفح البرى بين فترة وأخرى مراعاة لظروف الشعب الفلسطينى فى القطاع، إلا أننى، أرى ومعى كل المصريين يرون ضرورة الربط بين تدمير هذه الأنفاق.. وبين فتح معبر رفح.. ليس فقط لدعوة أبناء غزة على التحرك ضد حماس، ولكن لكى يجبروها على تغيير سياستها تجاه مصر.
هنا لا بد من الربط بين فتح المعبر.. وبين تدمير هذه الأنفاق.. فالعين بالعين والسن بالسن.. ولا تقولوا لنا إن شعب غزة لا يملك العمل ضد حماس، فإما تسليمنا كل خرائط هذه الأنفاق.. وأن تقوم حماس - بنفسها - بنسف هذه الأنفاق.. وإما القطيعة.. وإغلاق المعبر.. ويكفى أنهم يحتجون على حفرنا للقناة المائية فى منطقة الأنفاق التى يدعون أنها تضر بالمزارع الغزاوية.. وماذا عن أمن سيناء؟.