نعاتب من لا يحسن تقدير موقف ما بقولنا: كلك نظر، أملا فى أن يقيم الموقف بصورة صحيحة. فى الأيام الماضية وبعد أن ظهرت مؤشرات لحلحلة مشكلة السياحة فى مصر، تفتق ذهن بعض طيارى مصر للطيران عن فكرة جهنمية لإرباك حركة الطيران بإجازات جماعية مفاجئة، وذلك بسبب مطالب خاصة بالأجور وبظروف العمل. لا أصدق أن هؤلاء الطيارين يدركون معنى حب وطن يواجه معركة وجود ليرفعوا فى ذلك الوقت مطالبهم، وكأنهم فى كوكب آخر. وشمل تغيب الطيارين فئة العاملين على طائرات بوينج وتسببوا بتصرفهم فى إرباك حركة الرحلات وإلغاء بعضها. بالتأكيد لو أن هناك ظروف عمل تتطلب تحسينا لرفع كفاءة الداء لا يمكن الاعتراض عليها ،لكن المسألة لا تكون بلى الذراع،فهذا لا يحل مشكلة. إذا لم يدرك هؤلاء حساسية الوضع الذى تمر به مصر حاليا،فماذا عسى البسطاء غير المستنيرين الذين يعانون أشد المعاناة فاعلون؟ بالتأكيد حين تعود حركة السياحة لطبيعتها ويرتفع دخل الطيران مجددا، ستكون هناك فرصة أفضل لتحقيق المطالب. الموقف الذى لجأ إليه هؤلاء يظهر افتقارهم الرؤية السليمة ويتسبب فى أضرار ،لا مكاسب. ولاشك أن موقفهم قد يفتح شهية آخرين من العاملين فى المجال فيزداد الارتباك،وهو ما يدفعنى للتساؤل :هل تريدون إشعال مزيد من الحرائق كالتى اندلعت الأيام الأخيرة فى عدة أنحاء؟ لو كان تصرف هؤلاء الطيارين بسبب مطالب سبق لهم رفعها ـ وليس لأسباب أخرى ـ نقول لهم إنها تتحقق حين تنتظم الأمور وكلكم نظر ،فاختيار التوقيت من حسن الفطن .أرجو أن يعيدوا النظر فى موقفهم ،فالمستغرب أن يكون عاملون بشركة وطنية عريقة تأسست قبل نحو 84 عاما ، لا يدركون قيمة مؤسستهم التى ينتمون إليها ويعرضونها لمزيد من الصعوبات وهو موقف يجانبه أى حس وطنى . فليراجعوا أنفسهم وليحسن المسئولون توضيح الصورة لهم ولا تترك الأمور على هذا النحو.. وكلكم نظر!.