كلير نصيف
الحب قد يهدأ.. لكنه لا يموت!
سرحت بخاطري بعيداً حينما كان قلبي يمتلئ بحب شخص ما .. وقمت من مقعدي أفتش بين أوراقي علي كلمات كنت قد سطرتها بعد انتهاء هذا الحب أو بالأصح موت هذا الشيء الذي كان يملؤني فوجدت بين قصاصات أوراقي كلمات أثارت داخلي شجون وشئون كثيرة .. وكانت تلك هي الكلمات التي سطرتها.
مات الحب في قلبي وأسفاه
ما كنت أعتقد أنه سينتهي بلا مبالاة
مات الحب بلا دمع ينساب من مقلتي
ولا آه يذرفها قلبي من شفتي
هل كان هذا الحب وهما داعبني يوما
أم كان سرابا داهمني وخايلني دوما ؟
لك ألمي أيها الحب الذي راح
من غير قليل من عزاء مباح
هل أنثر الورود البنفسجية علي الفراق
أم أرش جسدي بماء الزهر الرقراق ؟
كان حبك عبئاً ثقيلاً يحيرني ..
والآن خف حملي .. ولم يعد شئ يؤرقني
مات الحب في قلبي وأسفاه
وما كنت أعتقد أنه سينتهي بلا مبالاة !
بعد قراءتي لهذه الكلمات تعجبت من نفسي وتساءلت: هل حقا الحب يموت مثل أي كائن حي آخر؟ فجاءني الرد كهمس في أذني: إن الذي مات ليس حباً لكنه تجربة عشتها بكل عذابها وأفراحها واعتقدت وقتها أنها حب.
وتوهمت وتخيلت قصص الحب التي قرأت عنها في الكتب وحاولت أن أتقمص بطلة قصة من هذه القصص الغرامية المليئة بالرومانسية والعواطف الجياشة مع الآخر الذي كان يعيش حياة واقعية بكل ما فيها من حقائق وليست خيالات وأوهاما مثلي حتى انتهت الحدوتة سريعاً مثلما بدأت سريعاً.ولكن عرفت أن الحب الحقيقي لا يموت لكنه يتحمل الصعاب ويقف صامداً أمام العواطف الهوجاء لأنه يرتكز علي العشق والمؤانسة والألفة والتواصل .. إنه امتزاج روحين وصفاء قلبين .. إنه شعور أثيري استثنائي يفوق كل وصف..
إن الحياة تتجدد معه كل يوم والفرحة تزغرد في القلوب حين رؤيته كل ساعة إنه الروح والجسد إنه تلاشي الأنا ووجود نحن.. إنه انصهارا لاثنين في بوتقة واحدة.. انه الجفن الذي يحمي العين ..إنه القلب الذي ينبض بين الضلوع ، والخلية التي تبني الجسد عندما يضعف ويتهالك .. إنه آدم وحواء .. هذا هو الحب الذي لا يموت لأنه السرور والفرحة المكتملة والعشق من غير حدود.. إن الحب لا يموت ولكنه في بعض الأحيان يهدأ ويتكاسل قليلاً ولكنه سرعان ما ينشط مرة أخري ويصير أكثر عنفواناً وأشد التهاباً!