الوفد
م. حسين منصور
الانتخابات البلدية فى بيروت
الانتخابات البلدية فى لبنان هى الانتخابات الوحيدة المنتظمة هناك... تجرى الانتخابات البلدية فى لبنان الآن على أربع مراحل كل أحد حتى نهاية مايو الجارى وأجريت الأحد 8 مايو الانتخابات فى بيروت وبعلبك والهرسل والبقاع وزحلة.
< فى انتخابات بلدية بيروت العاصمة هبطت نسبة التصويت إلى 17% بينما ارتفعت فى بقية الدوائر إلى 40%... وفيما يبدو أن هذا طبيعي فى العواصم، أما فى الأرياف فترتفع تلك النسبة... وتشكيلة المجالس البلدية وعددها خاضع لعدد السكان ويتراوح ما بين 9 و21 وبيروت وطرابلس 24 وتشمل عملية الانتخاب اختيار رئيس البلدية المعروف بالمختار ولذا تسمى انتخابات البلدية والاختيارية... وتتدخل السلطة التنفيذية ممثلة فى وزير الداخلية والمحافظ فى التعقيب على قرارات المجالس البلدية وتلك قضية مثارة فى لبنان وكذا لا يمنح حق التصويت فى انتخابات البلدية إلا لأصحاب الميلاد فى الدائرة وهذا أيضاً مثار اختلاف واسع لما يعنيه من تمييز غير مقبول فى مواجهة المقيمين فعلياً من عشرات الأعوام ولكنهم أصحاب مكان ميلاد مختلف.
< جرت الانتخابات البلدية فى بيروت بين لائحتين أساسيتين: لائحة بيروت مدينتى ولائحة البيارتة وشعارها بيروت للبيارات وهو شعار عنصرى يتجاهل تاريخ وسكان العاصمة التى تضم كافة الطوائف والطبقات... اللائحة الأولى ضمت العديد من نجوم المجتمع البيروتى والناجحين فى سيرتهم الذاتية والذين تدفقوا للعمل العام فى إطار أزمة النفايات فى العام الماضى وفى إطار رفض نظام الإقطاع السياسى اللبنانى وهيمنة العائلات السياسية وتوريث تلك الهيمنة وضمت تلك اللائحة نخبة من الأساتذة والمهندسين المهمومين بالمحافظة على بيروت وتراثها منهم د. سيرجى يازجى والمخطط المدنى إبراهيم منيمنة وخبيرة العلم الجنائى ريتا معلوف والمخرجة نادين لبكى وتخوض اللائحة معركتها تحت شعار العاصمة مدينة قابلة للعيش فيها.
< لائحة البيارتة برعاية سعد الحريري وتضم ويالا العجب كافة الأحزاب السياسية التقليدية من 14 آزار و8 آزار مما أثار حنقاً بالغاً لدى المستقلين لهذا التحالف الهش الذى لا يعبر عن حقيقة الخلاف السياسى المبدئى بين الفرقاء... لاشك أن أزمة النفايات من العام الماضى تلقى بظلال سيئة على اللائحة، فالمجلس البلدى الذى كان موجوداً ينتمى لقائمة الحريرى.
< أحرزت قائمة بيروت مدينتى نحو 30 ألف صوت وأحرزت قائمة البيارة نحو 39 ألف صوت وحازت المقاعد ولكن الشارع السياسى عبر عن تغيير حقيقى فى توجه الناخب يلقى بظلاله على مستقبل الشارع السياسى فى لبنان.
< لا شك أن سلوك النخبة المثقفة وإبداءها سلوك عملي فى مواجهة التراث السلبى للنخبة السياسية اللبنانية هو أمر إيجابى وأحرز نتائج مقبولة... ولكن المواطن اللبنانى لم يخرج حتى الآن من مفهوم الطائفة وحقوقها إلى الموطن وحقوقه... ولولا تجمع الأحزاب فى قائمة واحدة أخمد الحس الطائفى للمواطن فضلاً عن أزمة النفايات والفساد فى البلدية لما أمكن للائحة بيروت مدينتي أن تحرز ما أحرزته .. المدهش تاريخياً أن عصب التغيير وروحه تتولد فى العواصم ويلقى بظلاله على ما حوله وعندنا فى بلاد العرب تبقى العواصم محجمة عن النزول وممارسة حقها فى التغيير والانتصار للغد!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف