مع اقتراب شهر رمضان المعظم تعيش معظم الأسر المصرية فى رعب من ألا تتمكن من توفير احتياجاتها الأساسية بسبب الارتفاع المتواصل فى الأسعار والذى تقف الحكومة عاجزة عن مواجهته وتبدو كمشاهدة له مثل اى مواطن عادى لايملك أى سلطة أو صلاحية إلا ان يكون مغلوبا على أمره وفى قلب هذه الأزمة المتصاعدة لا نشعر بوجود السيد المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء وكأنه غير موجود أصلا أو موجود ولكنه يرتدى طاقية الإخفاء .

وعلى مر السنوات كنا جميعا نعرف أن شهر رمضان المعظم ليس مجرد شهر لاختبار الإيمان والقدرة على التحمل فقط ولكنه أيضا شهر أختبار كفاءة أى حكومة وقدرتها على الإدارة والمواجهة ففيه يمارس التجار أقسى الضغوط وأشد أنواع الابتزاز على المواطنين وهنا يأتى دور الحكومة لتثبت أنها موجودة وقادرة على المواجهة وحماية الشعب من هذه الابتزازات ولكن يبدو حتى هذه اللحظة أن حكومتنا الحالية حكومة منزوعة الدسم والأنياب فقد فشلت حتى فى إقناع الناس ولو بالكذب والوهم بأنها قادرة على توفير احتياجاتهم الأساسية فبدأت الأسعار فى القفز ولم تعد جهود القوات المسلحة لتوفير السلع بأسعار معقولة تكفى وحدها فأسعار كل السلع والخدمات تقفز يوميا بينما يقفز المواطن معها ولكن من الغضب والصدمة.

وإذا كان البعض يرد مايحدث من زيادات يومية فى الأسعار للمضاربة المشبوهة فى الدولار فهذا ليس خطأ المواطن ولكنه خطأ الحكومة لأنها عجزت عن التصدى لتجار العملة وفشلت سواء بالأجراءات الأمنية او الأقتصادية والمالية وكان من ابسط واجباتها ان تتدخل على الأقل لضبط أسعار السلع الغذائية من خلال إستيرادها بشكل مباشر احتياجات شهر رمضان المعظم حتى لا تضطر فى النهاية لعمل مائدة رحمن لنصف الشعب على الأقل .