اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. عن الإلحاد !
الكتاب الذى اتحدث عنه اليوم هو «الإلحاد مشكلة نفسية» لمؤلفه د. عمرو شريف الاستاذ بطب عين شمس سابقا، وهو صاحب مؤلفات عديدة من بينها أكثر من كتاب يعالج ظاهرة «الإلحاد» التى يبدو أنها تتفاقم اليوم بين الشباب، بمعدل أكبر مما يبدو على السطح، وهذه الكتب هي: «وهم الإلحاد» و«خرافة الالحاد»، فضلا عن ذلك الذى أعرضه، والذى وصلنى من دار النشر «نيو بوك». الكتاب صدرت منه طبعتان فى يناير وفبراير من هذا العام (2016)، وكتب مقدمته د. احمد عكاشة.و الإلحاد كما نعلم هو رفض الاعتقاد، او رفض الإيمان بوجود الله خالق السماوات والأرض. فى مواجهة هذه الظاهرة، فإن الفكرة المحورية فى الكتاب هى أن الإلحاد- كما يقول عنوانه- «مشكلة نفسية».وفى هذا السياق يتحدث د. عكاشة عن أسباب الإلحاد و الدوافع النفسية له مثل قسوة الأب، والإحساس بالنقص والغرور الثقافى والمعرفي، والسعى وراء الشهوات، والمراهقة الفكرية...إلخ. ولكن ما سبب الاهتمام بهذا الموضوع؟ يقول د.عكاشة إن السبب هو ما أثبتته الإحصاءات والدراسات من انتشار الإلحاد بشدة، و ظهور مواقع اليكترونية للملحدين، أكبر بكثير عما هو معلن. أما الكتاب نفسه، فينقسم ألى اربعة ابواب تضم ثلاثة عشر فصلا تحت عناوين : جولة مع الالحاد، الماديون و الإيمان، العلم والإيمان، الإلحاد مشكلة نفسية، نظرية التقصير الأبوي، الإلحاد والدوافع الشخصية،علم نفس مجتمع الإلحاد،النموذج المعرفى للإلحاد، مواقف الملاحدة المعلنة، الإلحاد فى بلادنا، مجادلة الحرية والحتمية، العلم بين الحرية والحتمية، وعبد مخير. الكتاب كبير(440 صفحة) لا أسعى لمناقشته هنا، ولكن ملاحظتى الأولية هى أن التفسير النفسى الذى يقدمه الكتاب لا يكفى إطلاقا لتفسير أو تحليل الظاهرة على المستوى العالمي، فصحيح أنه يوجد فى العالم نحو 2 مليار مسيحي، و1300 مليون مسلم و19 مليون يهودي، ولكن هناك أيضا اتباع الهندوسية (900 مليون) والبوذية (360 مليون)..إلخ أما فى الصين ذات المليار و نصف مليار نسمة فإن أغلبهم لا دين لهم، وفى اليابان أيضا لا يوجد دين محدد سائد، وفضلا عن ذلك فإن معدلات الإلحاد ليست قليلة فى أوروبا وآسيا(مثلا حوالى 40% فى فرنسا وبريطانيا و شرق آسيا) الإلحاد إذن أكبر من أن يكون مجرد مشكلة نفسية، ومواجهتها تكون بالحوار العميق الراقى والمتوازن، الذى يلبى حاجة الإنسان للراحة وللطمأنينة والهدوء النفسى!.