الجمهورية
صلاح الحفناوى
"الشعب يريد".. إسقاط الثانوية
كل مصائب وكوارث التعليم العام في مصر تبدأ من الثانوية العامة وتنتهي اليها.. معظم مصائب مصر تبدأ بها وتنتهي اليها: انهيار القيم.. انتشار الفساد.. انحطاط قيمة العمل.. تخريج شباب بلا مهارات ولا خبرات ولا معرفة حقيقية تمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة.
وليسمح لي معالي الوزير أن اطرح عليه بعض الاسئلة رغم يقيني بأنه لن يجيب عنها ربما لان إعلامه التربوي المرفوع من الخدمة.. لا ينقل اليه ما يطرح من قضايا تعليمية عبر وسائل الاعلام.. ولا يتفاعل مع أصحاب الرأي: هل تشعر بالرضا عن نتائج الثانوية العامة العام الماضي.. هل تصدق حقا أن المرحلة الثانوية انجبت 45 ألف عبقري خلال عام واحد حصلوا جميعا علي اكثر من 95 بالمائة.. حتي إن مكتب العار المسمي بالتنسيق أغلق مرحلته الأولي في وجه الحاصلين علي اقل من 95 بالمائة رغم انهم يصنفون ضمن العباقرة في أي دولة أخري.
هل تصدق يا معالي الوزير أن لجنة ثانوية عامة في قرية من القري.. قدمت لنا طالبين من العشرة الأوائل تصادف أنهما حصلا علي نفس المجموع بالتمام والكمال وتصادف انها جالسان علي مقعدين متجاورين .. بل وتصادف أيضا أن جميع طلاب هذه اللجنة حصلوا علي درجات تزيد علي التسعين ؟.. هل تستطيع أن تجزم لنا انه لم يحدث في لجان المناطق النائية عمليات غش جماعي ربما بعضها خوفا من عقاب الأهالي الذي قد يصل إلي القتل؟
ألم تسمع عن المعلمة التي منعت الغش في لجنة من لجان الاعدادية فتعرضت للتحرش والاعتداء الذي وصل إلي حد تجريدها من ملابسها.. هذا ما حدث في الاعدادية.. فما بالك بالثانوية التي تضع حصاد 14 سنة دراسية في ميزان نظام امتحاني شديد الغباء والذي قد يؤدي ارتباك ساعة واحدة منه إلي ضياع مستقبل طالب مدي الحياة؟
الثانوية العامة بنظامها الحالي.. مناهجها.. فوضي مدارسها.. نظام امتحاناتها وكل ما يتعلق بها.. وصمة عار في جبين نظامنا التعليمي غير الآدمي.. وأتحدي أي مسئول تربوي أن يثبت أن هذا النظام الفاسد يضع الطالب المناسب في الكلية التي تناسب قدراته ومواهبه ورغباته وخبراته.
إن نظاما تعليميا يسمح للغشاش بدخول كلية من كليات القمة.. ويحرم المجتهد الذي تعلم بصدق واجتهد بالفعل ولم يستطع الحصول علي اكثر من 97 أو 98 بالمائة.. من الالتحاق بالكلية التي تناسب مواهبه وقدراته.. هو كارثة اخلاقية وتربوية بكل المقاييس.. وأي محاولة تطوير لا تضع إلغاء هذا النظام البائس غير الموجود إلا في مصر والدول المتخلفة.. علي رأس اولوياتها.. محكوم عليها بالفشل.. وللحديث بقية بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف