الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
شعبان.. وتحويل القبلة "1"
مثلما كان الإسراء والمعراج في ظلال الدرس العظيم منحة ومحنة معاً.. فإن تحويل القبلة الشريفة من بيت القدس إلي الكعبة المشرفة في الخامس عشر من شهر شعبان الكريم يندرج أيضاً نحو هذا المنحي الضرورة الذي يستوجب التمحيص وبيان أهم الدروس وأبعد.
* كان الرسول "صلي الله عليه وسلم" يصلي إلي قبلة بيت المقدس ويجب أن يصرف إلي الكعبة وقال لجبرائيل وددت أن يصرف الله وجهي من قبلة اليهود. قال: إنما أنا عبد فارع ربك وأسأله فجعل يقلب وجهه في السماء ويرجو ذلك حتي أنزل الله عليه "قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره" "سورة البقرة 144" وذلك بعد ستة عشر شهرا من مقدمه المدينة قبل واقعة بدر بشهرين.
** وجاء في تفسير ابن كثير "إن الله لما أمر المؤمنين أولاً بالتوجيه إلي بيت المقدس ثم حولهم إلي الكعبة بعد ذلك علي نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلمين فأنزل الله تعالي بيان حكمته في ذلك وهو ان المراد انما هو طاعة الله عز وجل وامتثال أوامره والتوجه حيثما وجه واتباع ما يشرع فهذا هو البر والتقوي والإيمان الكامل وليس في لزوم التوجه إلي جهة من المشرق أو المغرب".
أما المحنة بهذه العملية تحويل القبلة. محنة من الله امتحن بها عباده ليري من يتبع الرسول منهم ممن ينقلب علي عقبيه.. فالمسلمون قالوا سمعنا وأطعنا وقالوا آمنا به كل من عند ربنا وهم الذين هدي الله ولم يكن كبيرة عليهم. أما المشركون قالوا: كما رجع إلي قبلتنا يوشك أن يرجع إلي ديننا وما رجع إليها إلا انه الحق وأما اليهود فقالوا: خالف قبلة الأنبياء ولو كان نبياً لكان يصلي إلي قبلة الأنبياء. أما المنافقون فقالوا: ما ندري محمد أين يتجه وإن كانت الأولي حقاً فقد تركها.. وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان علي باطل "زاد المعاد لابن القيم".. وللحديث بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف