عبد الرحمن فهمى
فلنسدل الستار نهائياً علي المأساة
- السؤال الذي ثار هذا الأسبوع هو:
- إلي أين وصلت مشكلة نقابة الصحفيين؟
- لم تصل إلي شيء.. ولن تصل إلي أي شيء.. ومثل هذه المشكلات "المفتعلة" دواؤها "الزمن".. بمرور الأيام الناس تنسي.. والجهات الرسمية تلقي بها وراء ظهرها فما أمام هذه الجهات ما هو أهم مائة مرة!!! هناك مشاكل ومشكلات عديدة خير علاج لها هو.. "الزمن".. محاولة حلها يزيدها تعقيدا.. كثرة الكلام عنها يعطي أهمية عن آثار المشكلة أصلا.. نسيانها أكبر رد علي المشكلة وتجاهلها صفعة لمن أثارها.
***
قيل يوما إن كلمة "إنسان" جاءت من فعل "نسي".. ومن خير نعم الله علينا هي فضيلة النسيان.. وقيل إن كل مشاكل الدنيا تتضاءل تدريجيا بمرور الزمان إلا مشكلة واحدة هي الغربة.. ترك الوطن والأهل والأرض والبيت والأب والأم.. الغربة آلامها تزيد بمرور الوقت عكس أي مشكلة أخري.. لذا اشتهر الإنسان "المصري" القديم بكراهيته للغرب.. حتي حينما فتح محمد علي الكبير الباب وأرسل البعثات المختلفة لبعض دول العالم كانت الأعداد المسافرة قليلة لعزوف المصريين عن ترك بلدهم.. بل كان الفلاح يرفض ترك قريته إلي قرية أخري!!! حتي قيل يوما إن الجاليات المصرية في أوروبا وأمريكا أقل عدد الجاليات.. في نفس الوقت كانت مصر هي الملجأ لكل شعوب العالم العربي حولنا.. وأيضا الأفارقة بل والأجانب.. كانت أكبر وأضخم المحلات أصحابها.. بل وأصحاب الصحف والمجلات.. حتي الفن والفنانين والفنانات.. بل رجال الأعمال العاديون أجانب وانخرط الجميع في المجتمع المصري حتي في وظائف الحكومة.
حينما كان يسافر رفاعة الطهطاوي ثم طه حسين ثم توفيق الحكيم إلي فرنسا كان السفر في أضيق الحدود ولمدد محدودة.
كل هذا قبل أن يتزامن انخفاض قيمة الجنيه المصري وانهيار الاقتصاد القومي في نفس الوقت اكتشاف البترول في الدول المجاورة.. فتغيرت الصورة تماما وأصبح الشباب يفضل الهجرة حتي لو غرق في البحر.. والرجال يسافرون إلي العراق حتي لو عادوا جثثا داخل توابيت الطائرات!!!
وهكذا أصبحت حتي "الغربة" علاجها "الزمن".. كل شيء أصبح علاجه مرور السنوات!!! خاصة إذا كانت الأزمات "مفتعلة" من أجل المنظرة!!!
***
وبعد...
ما هي مكاسب وخسائر هذه المعركة "الوهمية" التي شغلت الرأي العام بلا داعي؟؟
الذي أثار المشكلة بلا مشكلة هو الخاسر أولا.. وأخشي أن يكون الخاسر أخيرا أيضا.. لأن هناك ذيولاً لهذه الحكاية ليست في صالح من أثار الموضوع علي وجه الإطلاق.
وفي النهاية هم زملاء وأحباء وعشرة عمر وأحدهم صاحب فضل لا ننساه.. في نفس الوقت نشيد بموقف وزارة الداخلية الصامد الصامت لم يعر الأمر أهمية حتي لا يزيد الأمر اشتعالا بلا داعي.. فلنسدل الستار نهائيا.. الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها!!!
***
الجو اليوم:
من أطرف ما سمعته أمس.. الجو الحار انتهي!!! وبدأ جو "الشواء".. صنع اللحم تحت الشمس.. ثم بالهنا والشفا!!!