اخبار الرياضة
فتحى سند
»يطرمخون«.. لنفاق أو سبوبة!
>> إذا استمرت نفس السياسات الرياضية، والكروية تحديداً كما هي عليه الآن، فهذا يعني خيانة في حق البلد.
منذ دخل نظام الاحتراف مصر قبل 26 عاماً، والأحوال الفنية والأخلاقية والسلوكية في تدهور مستمر، والأدلة علي ذلك كثيرة تبدأ من الفشل الدائم في التأهل لنهائيات كأس العالم، وينتهي بانفلات اللاعبين الذين لم يعد همهم إلا أن يحصلوا علي كامل حقوقهم دون أن يلتزموا بكل واجباتهم.
كان الراحل الكبير محمود الجوهري يتطلع بإصراره علي إدخال نظام الاحتراف إلي المحروسة بعد كأس العالم 1990، أن يتوالي النجاح ويتحقق المزيد من الإنجازات، ولكن للأسف لم يتم تطبيق الاحتراف كما هو في كل الدنيا، ولم يأخذ السادة المسئولين منه- أي الاحتراف- إلا اسمه، فوقع الخلل، وتدريجياً تحول إلي اغتراف لاعبين يحصلون علي الملايين دون أي مردود فني.. ومكاسب طائلة بمرتبات خيالية لمدربين لم تظهر لهم بصمات، و»‬الفهلوي» منهم هو الذي يتواجد وينتشر.. بل ويتوغل حتي لو كان »نص لبه».
هذه.. هي مأساة الكرة المصرية.. التي غرقت في المحلية.. فضلت الطريق إلي العالمية، ولعل من يري في الفوز ببطولة الأمم الأفريقية كل المراد، فمرحباً بالاستمرار في الفشل طالما أن سقف الطموحات يقف عند هذا الحد.
إذن.. لن يكون هناك جديداً في المستقبل.. صراعات وخناقات واتهامات في الداخل، و»فضايح» في الخارج.. وما كل الملفات التي تنظرها اللجنة الأوليمبية الدولية والفيفا إلا تجسيداً للحالة المتردية التي تعاني منها الرياضة، وللأسف هناك دائماً من »‬يطرمخون».. إما لنفاق مسئول، أو بحثاً عن »‬سبوبة» شخصية.
لا أدري.. كيف وصلت الأحوال إلي هذه الدرجة من الفشل.. وكم يتمني المرء أن تكون الثورة الحقيقية لإنقاذ الكرة ابتداء من الدورة القادمة للاتحاد الجديد.
العملة تحتاج إلي »‬شغل كثير».. وإلي دور تلعبه الوزارة لأنه لا يعقل أن تتحرك الدنيا لتطوير وتحسين الأوضاع.. بينما يقف المصريون كعادتهم يتباهون بالتاريخ.
>> لا يمكن علي الإطلاق أن تزدهر كرة القدم من خلال ناد أو ناديين، مهما كانت الظروف.. وإنما باستراتيجية عامة تنطلق من معايير وأسس ثابتة، لا ترتبط بأشخاص، وبأمور كثيرة الكل يعلمها.. وعليه ينبغي أن يكون العمل جماعياً وليس فردياً يحاول كل »‬بيه» من خلاله أن يقول: »‬أنا الجدع».. الجدعنة لابد أن تكون سمة عامة.
>> في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، يجب أن يحدث التوازن المادي بين ما يحصل عليه أصحاب السعادة ممن يعملون في الحقل الكروي وبين قدرة وإمكانيات السوق.. حتي تسير المركب ولا تصاب وهي في عرض البحر بشروخ تؤدي إلي غرقها.
أما شغل »‬الأونطة والاستعباط» الذي يسيطر علي أرجاء الساحة.. وقصص »‬الاستهبال» التي تخلط الأوراق، وتتوه معها الأصول والأعراف.. فهذه كلها أساليب لا تؤتي في البلاد التي تسعي للأفضل والأحسن.
>> الرياضة المصرية تحتاج إلي رؤية.. وأتحدي من يشير من قريب أو من بعيد إلي أنها تتمتع بربع رؤية.
واضح أن المسألة تمشي بالبركة.. وطبعاً ما أحلي البركة.
>> ليت الإسماعيلي تمسك بأن يكمل الموسم بالناشئين، وأن يتخلص من كل المتمردين.. قد يدفع الثمن اليوم، ولكنه سيكسب غداً.. أما الخوف علي الشباب الصغار من إحباط قد يصيبهم بسبب النتائج السلبية.. فهذه مسألة مقدور عليها بالإعلان مسبقاً أن النتائج لا تهم في هذه المرحلة.. كم أطلق شعاراً رائعاً »‬مش عايزين بطولة».. عايزين انتماء ورجولة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف