المساء
محمد جبريل
ع البحري-رائد صلاح والمقاومة السلمية
تختلف الفصائل الفلسطينية. تتعدد جلساتها للوصول إلي كلمة سواء. يتدخل العناد والتصلب والرغبة في الإملاء. بصرف النظر عن التأثيرات السلبية التي يعكسها فشل اتفاق فصائل المقاومة علي تطورات القضية الفلسطينية.
رائد صلاح مواطن فلسطيني في سن الكهولة. جعل قضيته القدس والمسجد الأقصي تعدد دخوله سجون الاحتلال الاسرائيلي. وتركه لها. ثم لا يلبث أن يعود إليها. يقول في أحدث تغريداته: إن كان لابد من السجون لنصرة القدس والأقصي. فمرحباً بالسجون. وإن خيرنا الاحتلال بين أن ندخل السجن. أو نتخلي عن قدسنا وأقصانا. فإني أقول بلا تردد: مرحباً بالسجون!
حرص رائد صلاح أن يقصر انتماءه علي قضية القدس والأقصي. هي قضيته الأهم يؤيد المقاومة بتعدد فصائلها. لكنه حدد شاغله. لا يتحول عنه بلا سبب. ولا يخوض صراعات تمليها الرغبة في الزعامة.
تتوزع الاتهامات. وتتعدد بالتالي جلسات تقريب وجهات النظر. نطمئن إلي البيانات المبشرة بالوحدة والعمل المشترك لاستعادة ما تبقي من الأرض الفلسطينية لكن نأبنا- في كل مرة- يأتي علي شونة وتظل الساقية في دورانها العقيم. بينما الارض تعاني جدب الاحتلال. وما يعنيها علي تجدد الحياة.
كان الرجل أول من نبه إلي خطورة التنقيبات الاسرائيلية تحت المسجد الاقصي وهاجم محاولات اسرائيل لتهويد القدس. ولإعادة بناء الهيكل أعلن ذلك في منابر المساجد. وفي المؤتمرات السياسية. والتصريحات الرافضة للوجود الاستيطاني.
للرائد صلاح طريقته المتفردة. يسعي من قريته أم الفحم إلي القدس. منفرداً أو علي رأس مظاهرات متوالية تندد بالممارسات الصهيونية في القدس. ومحاولات اسرائيل نسبة الاقصي إليها. بمزاعم اسطورية بالية. أم الفحم من قري فلسطين المحتلة. يسكنها من يسمون مواطنو 1948. لك توالي الأعوام لم يصرفه عن الالحاح علي عروبة القدس. وقدسية الاقصي. لم يشهر سلاحاً. ولا دعا إلي العنف. بل اكتفي بالتحريض علي المقاومة السدية التي تناصر الحق الفلسطيني.
يعاني رائد صلاح منذ بدأ السير في طريق المقاومة صدور أحكام تمنع دخوله القدس. وتدفعه- أكثر من مرة- إلي السجن لكنه لم يتخل عن طريقه ولا عن الهدف الذي يسعي إليه يذكرني بالعظيم غاندي الذي انتزع استقلال الهند بالمقاومة السلمية حتي محاولات القتل ترصدت للكهل النبيل فلم تبدل عقيدته ولا مسعاه للحفاظ علي الهوية القومية والدينية للقدس.
ودع رائد صلاح مواطنيه هذا الاسبوع قبل ان يدخل سجن "نفحة" الصحراوي علي وعد أن يخرج- بعد قضاء فترة السجن- ليبدأ مرحلة جديدة من النضال السلمي. دفاعاً عن القدس والأقصي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف